top of page

فـــــــاطمة بنت المنذر

غصّت رحاب المدينة بالعلم والعلماء وأضحت قبلة يقدها طلَاب العلم من أرجاء العالم الإسلامي يقصدون أبناءها الذين تربوا في أحضان الصحابة والتابعين وارتضعوا من علمهم بحوارًا سَرَت في دمائهم فخرجّت جيلًا من رُواة الحديث تناقلوه بشغف وحرص. 


وكان من بين التابعيات من حرص على تعلم هذا العلم الشريف وطلبت نضرته ورونقه فكانت من خيارهن وهي فاطمة بنت المنذر بن الزبير بن العوام الأسدية القرشية زوج إمام الحديث في المدينة هشام بن عروة بن   المنذر بن العوام.


نسبها
هي فاطمة بنت المنذر بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبدالعزى ابن قصي هي أخت عبدالله، وهشام، ومحمد، ويحي، وعمر ولدت سنة 48هـ جدها الزبير بن العوام أحد العشرة المبشرين بالجنة فهي أيضاً من بيت كرم وأصل    عريق ونسب.


زواجها: تزوجت بهشام بن عروة، وكانت أكبر منه باثنتي عشرة سنة، وذلك أن عبدالله بن الزبير دعا هشام بن عروة في جماعة من ولده وإخوانه، ثم أقبل على من حضر من إخوانه فقال:
ما تأمرون بفتنـة من قومكــم.:. بكر الربيع عليهـم لم ينكحــــوا
هل تفرضون فريضة يرضونها. أم تجمحون إلى البيوت فيجمحوا

نشأت فاطمة بنت المنذر في بيت علم ودين وتربّت على حب العلم وطلبه إذ عاشت في حجر جدتها لأبيها أسماء بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنها- فأخذت عنها الكثير من الأحاديث.

كذلك روت عن أم سلمة -رضي الله عنها- وعن المحدثة الفقيهة عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية التي نشأت وتربت في حجر المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-فكانت حجة في الحديث عن عائشة.

ومن هذه الروافد الطيبة اجتمع لدى فاطمة رواية الحديث حتى أثنى عليها علماؤها ثناءً حسنًا وعدّوها من الثِّقات. ولم تكتفِ هي بتلقي الحديث وروايته والتفقه في الدين بل حرصت على تعليم ما تعلمته فكانت مُدرِّسة في الحديث تخرّج على يديها عدد من العلماء والمحدثين الأجلاء الذين كان من أشهرهم زوجها هشام بن عروة بن الزبير الذي روى عنها كثيرًا من الأحاديث .

فكـانت أغـلب الأحـاديث التـي رواهـا هشـام عـن أسماء بنت أبي بكر الصديق مروية عن طريق زوجته: وذلك لكثرة ما حفظته عن أسماء بحكم قربها منها وسرعة حفظها ونبوغها.

وكان ممن تخرج على يديها وروى عنها محمد بن سوقة ومحمد بن إسماعيل بن يسار وكلاهما من التابعين الثقات.

وفاتها
غير معروف سنة وفاتها.

bottom of page