top of page

تميمة يوسف ابن تاشفين

تميمة ابنة أعظم ملوك المغرب، يوسف بن تاشفين، والأخت الشقيقة لـ(علي)، ولي العهد الذي أصبح ملكا من بعد أبيه، والذي عُرف عنه أنه كان فقيها زاهداً، أكثر منه ملكًا، فكان يقوم الليل ويصوم النهار.

تميمة هي ابنة يوسف من زوجته الرومية. والدتها كانت مسيحية وأسلمت بعد زواجها بالسلطان (يوسف بن تاشفين)، وكانت تسمى لجمالها الفائق (فاض الحسن)و(منو)، ولكن أكثر اسم عرفت به هو (قمر) الرومية.

عُرف عن الدولة المرابطية أنها منحت مكانة متميزة للمرأة، وظهر في عهدهم أديبات وراويات للحديث، وحافظات للقرآن، وناظمات للشعر، ومن بين هؤلاء الأميرة تميمة.

واحتفظ التاريخ في طياته بأخبار تمدح في صفاتها، وجميعها تصف الأميرة تميمة بكاملة الحسن وراجحة العقل، المشهورة بالأدب والكرم.
وكانت تنظم الشعر بشكل جيد، لكن التاريخ لم يحفظ ما جادت به من الشعر إلا أبياتًا قليلة.

حياتها
تربت تميمة أو أم طلحة اللمتونية، -كما كانت تكنى-، في كنف دولة لم يكن فيها رجال الدولة وأمراؤها يرون غضاضة في تنشئة بناتهم على دراسة الأدب، رُغم ما عُرِف عنهم من تشدد في الدين.

ارتقت تميمة بسبب نشأتها المميزة إلى مقامِ شهيراتِ عصرها في الأدب والكرم، وكانت شَغوفة بالأدب والشعر، مما خوَّل لها المشاركة، إلى جانب الكثيرات من نساء الدولة المرابطية، في الحركة الفكرية بنصيبٍ وافرٍ من العلم والأدب، ولم تُثنِها هذه القيم الجمالية والفكرية عن الاهتمام بثروتها المادية، والإشراف عليها من أجل تنميتها.

ورثت الأميرة تميمة عن والدها يوسف بن تاشفين ثروةً كبيرة، وُيقال إنهم وجدوا في بيت المال بعد وفاته، ثلاثة عشر ألف ربع من الورق، وخمسة آلاف وأربعين ربعا من دنانير الذهب المطبوعة)، عملت على تنميتها وتطويرها.

وكان مما زاد ثراء تميمة، ما حظيت به من امتيازات في فترة حكم أخيها عليا ابن قمر الرومية، فتوسَّعت في جمع الثروة، شأنها شأن باقي المحظوظين من أُمراء وشيوخ صنهاجة، ممن استأنسوا برقة الحضارة، خلافًا لما كان عليه الدُّعاة الأولون الذين اشتهروا بالتَّقشُّف في حياتهم.

وفاتها
لم يعرف تاريخ وفاة الأميرة تميمة ولم يحفظ لها التاريخ إلا بالقليل من أخبارها وبأبيات قليلة من شعرها، للأسف، التي ضاعت كما تذكر مصادر معتمدة، لكنها تُذْكر ولو بتلك الأخبار المتناثرة هنا وهناك أنها من ضمن نساء الدولة المرابطية، الأديبات المشهورات بالأدب والكرم والرقة ورمزا شامخا يظهر وضعية المرأة في العهد المرابطي.

bottom of page