top of page

يحيى القطان

نسبه 
يحيى بن سعيد بن فروخ القطَّان التَّميميُّ؛ أبو سعيدٍ البصريُّ الأحولُ الحافظ، الإمامُ الكبير، شيخُ الإسلام، وأميرُ المؤمنين في الحديث؛ يُقال: مولى بني تميم، ويُقال: ليس لأحد عليه ولاء.وُلـد فـي أول سـنـة عشـرين ومـائة.

صفاته
قال الحافظُ ابن عمَّار: كنتُ إذا نظرتُ إلى يحيى القطَّان ظننتُ أنه لا يُحسن شيئاً، بزيِّ التجار، فإذا تكلم أنصت إليه الفقهاء.

عن بندار قال: حدَّثنا يحيى بن سعيد إمامُ أهل زمانه.
وعن عبد الله بن أحمد حنبل، قال: سمعتُ أبي يقول: حدثني يحيى بن القطَّان، وما رأت عيناي مثلَه.

وقال أحمد: وما كتبتُ عن مثل يحيى بن سعيد.

وعن أبي عوانة قال: إن كنتم تُريدون الحديث؛ فعليكم بيحيى القطَّان، فقال له رجل: فأين حمَّاد بن يزيد؟ قال: يحيى بنُ سعيدٍ معلِّمُنا.

وقال عبدُ الرحمن بن مهديّ: اختلفوا يوماً عند شعبة، فقالوا له: إجعل بيننا وبينك حكماً، قال: لقد رضيتُ بالأحول -يعني القطَّان- فجاء فقضى على شعبة، فقال شعبةُ: ومن يُطيق نقدك يا أحول.

وقال محمد بن بندار الجرجانيُّ: قلت لابن المدينيِّ: مَن أنفع من رأيتَ للإسلام وأهله؟ قال: يحيى بن سعيد القطَّان.

وقال أحمد بن عبدالله العجليُّ: كان يحيى بنُ سعيد نقيَّ الحديث، لا يُحدِّث إلا عن ثقة.

وعن عليِّ بن المدينيِّ قال: سَنَحَ لي ليلةً خالد بن الحارث، فقلت له: ما فعل بك ربُّك؟ قال: غفر لي! إنَّ الأمر شديدٌ.
 
عبادته
عن يحيى بن معين، قال: أقام يحيى بن سعيد عشرين سنةً يختم القرآنَ في كلِّ ليلةٍ، ولم يَفُتْه الزوال في المسجد أربعين سنة، وما رُئي يطلب جماعةً قط.
 
عن عمرو بن عليٍّ، قال: كان يحيى بن سعيد القطَّان يختم القرآن كلَّ يومٍ وليلة، يدعو لألف إنسان، ثم يَخرج بعد العصر فيُحدِّث الناس.

وقال محمد بن يحيى بن سعيد: قال: قال أبي: كنت أخرجُ من البيت أطلب الحديث، لا أرجعُ إلا بعد العتمة.

وقال عليُّ بن المدينيِّ: كنا عند يحيى بن سعيد، فقرأ رجلٌ سورةَ الدُّخان، فصعق يحيى وغشي عليه.

حفظه وتثبته
قال عليُّ بن المدينيِّ: لم أر أحداً أثبت من يحيى بن سعيد القطَّان.

وقال أبو داود: قلتُ لأحمدَ بن حنبل: كان يحيى يُحدِّثكم من حفظه، قال: ما رأينا كتاباً؛ كان يحدِّثنُا من حفظه، ويقرأ علينا الطِّوال من كتابنا.

وقال عبدُ الله بن بشر الطَّالقانيُّ: سمعتُ أحمد بن حنبل يقول: يحيى بنُ سعيد أثبتُ الناس.

قال عبدُ الرحمن بن مهديِّ: لما قدم الثَّوريُّ البصرة، قال: يا عبدَ الرحمن، جئني بإنسان أُذاكره، فأتيتُه بيحي بن سعيد فذاكره، فلمَّا خرج، قال: قلتُ لك جئني بإنسان، فجئتني بشيطان -يعني بهره حفظه.

أقواله
عن عمرو بن عليٍّ، قال: قلتُ ليحيى في مـرضـه الـذي مـات فيـه: يُعافيـك الله! فقـال: أحبـُّه إلـيَّ أحـبُّه إلـى الله -عز وجل-.

قال محمـد بـن عبـدالله بـن عمَّار: قـال يحـيى بـن سعـيد: لا تنـظروا إلى الحديث، ولكن انظروا إلى الإسناد؛ فإن صحَّ الإسناد، وإلا فلا تغترُّوا بالحديث، إذا لم يصحَّ الإسناد.
وعن عليِّ بن عبدالله قال: سمعتُ يحيى بن سعيد يقول: القَدَرُ والعلم والكتاب عندنا واحدٌ، وسمعته -وسأله ابنه محمد- فقال: يا أبتِ، المعاصي بقَدَرٍ؟ قال: المعاصي تُقَدَّرُ.

وعن شاذي بن يحيى، قال: قال يحيى بن سعيد القطَّان: من زعم أنَّ (قلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) مخلوق، فهو زنديق، واللهِ الَّذي لا إله إلا هو.

وقال: أدركتُ من الأئمَّة يقولون: الإيمانُ قولٌ وعملٌ، يزيد وينقص، ويُكفِّرون الجهميَّ، ويُقدِّمون أبا بكر وعمر في الفضيلة والخلافة.

وقال: أدركتُ من الأئمَّة يقولون: الإيمانُ قولٌ وعملٌ، يزيد وينقص، ويُكفِّرون الجهميَّ، ويُقدِّمون أبا بكر وعمر في الفضيلة والخلافة.

وفاته
قال الذهبيُّ: قالوا: تُوفِّي يحيى بن سعيد في صفر، 198هـ، قبل موت ابن مهديِّ وابن عُيينة بأربعة شهور رحمهم الله تعالى.

وعـن علـيِّ بـن المديـنيِّ قـال: رأيـتُ خـالد بـن الحـارث فـي الـنوم، فقـلت: مـا فعـل اللهُ بـك؟ قـال: غفـر لـي علـى أنَّ الأمـر شديـد، فـقلت: فـما فـعل بـيحيـى القـطَّان، قـال: نراه كما يُرى الكوكبُ الدُّرِّيُّ في السَّماء.

bottom of page