top of page

مصطفى السباعي

تعريف به
مصطفى بن حسني السباعي ولد الشيخ مصطفى السباعي عام 1334ه ـ 1915م في مدينة حمص السورية لأسرة عريقة في العلم والتدين والجهاد، فقد كان والده حسني السباعي من علماء حمص المعدودين، وكان خطيب الجامع الكبير فيها، بدا رحمه الله تعليمه بحفظ القرآن الكريم ومبادئ العلوم الشرعية، ثم التحق بالمدارس النظامية حتى أنهى الدراسة الثانـوية عام 1930م، ولم يكن التعليم النظامي المصدر الوحيد للتعليم لدى السباعي. 

و في عام 1933م التحق بقسم الفقه في الجامعة الأزهرية بالقاهرة، ثم انتقل إلى كلية أصول الدين ونال الماجستير منها، أما بحثه للدكتوراه فكان بعنوان السنّة ومكانتها في التشريع الإسلامي الذي ردّ فيه على شبهات المستشرقين حول السُّنة -وبخاصة شيخهم المجري اليهودي إجناز جولدزيهر-بأسلوب علمي رصين.

حياته 
بدأ السباعي التدريس في المدارس الثانوية بحمص، و لم يجد في المدارس ما يشفي غليله من ناحية المنهج أو الأهداف التربوية، فأسس المعهد العربي في دمشق، وكان أول مدير له، و في عام 1950م انتقل للتدريس في كلية الحقوق بجامعة دمشق، و لكنه كان يرى أن الشريعة الإسـلامية يجب أن تحظى بكلية خاصة فدعا إلى ذلك و أسهم إسهاماً كبيراً في إنشائهـا، وكان أول عميد لها حينمـا تأسست عام 1955م.

و لم يقتصر عمله على التدريس أو العمل عميداً للكلية أو رئيساً لقسم الفقه ومذاهبه في الكلية نفسها، بل كان له نشاط مكثف في إلقاء المحاضرات العامة رغم ما كانت تسبب له من إرهاق شديد، وكان يقاوم متاعبه الجسمية للقيام بهذه المهام الصعبة وكان يقول: “خير لي أن أموت وأنا أقوم بواجبي نحو الله من أن أموت على فراشي فالآجال بيد الله، وإن ألمي من حرمان الطلاب من دروس التوجيه أشد وأقسى من آلامي الجسدية، وحسبي الله عليه الاتكال”.

بالإضافة إلى هذه الأعمال العليمة التي تحتاج إلى فريق من الناس، فقد تطلع السباعي إلى خدمة أمته في مجالات أخرى حيث دخل البرلمان نائباً عن مدينة دمشق، وقد اختير نائباً لرئيس المجلس، كما اشترك في وضع مسوّدة الدستور، فكان له جهد مبارك في تأكيد هوية البلاد الإسلامية.

ومن المجالات التي عمل فيها السبـاعي: الصـحـافة حـيث أنشأ جريدة (المنار) واستمـرت حتى عام 1349م حيث تم إيقافها، وفي عام 1955م أسس جريدة (الشهاب) واستمرت في الصدور حتى عام 1958م، وفي الوقت نفسه أصدر السباعي (مجلة المسلمون) التي أصبحت تحمل اسم مجلة (حضارة الإسلام) منذ عام 1958م.

وفاته
أصيب مصطفى السباعي في آخر عمره بالشلل النصفي، حيث شل طرفه الأيسر وظل صابرًا محتسبا مدة 8 سنوات، حتى توفي يوم السبت 3 أكتوبر 1964م.

bottom of page