top of page

معاذة العدوية

تعريف بها
معاذة بنت عبدالله، أم الصهباء العدوية السيدة، العالمة، العابدة، المتفقهة الزاهدة صاحبة الهمة العالية، والمحبة الراقية، والشوق المتزايد من عابدات البصرة، زوجة السيد القدوة التابعي الجليل صلة بن أشيم.

حياتها
نشأت قريبة من الصحابة الكرام، تنهل من علمهم الذي أخذوه عن رسول الله  كانت رحمها الله تلميذة لعائشة -رضي الله عنها- فبوركت بصحبتها لأُم المؤمنين.

عبادتها وزهدها
كانت معاذة العدوية، إذا جاء النهار قالت: هذا يومي الذي أموت فيه، فما تنام حتى تمسي وإذا جاء الليل قالت: هذه ليلتي التي أموت فيها، فلا تنام حتى تصبح وإذا جاء البرد لَبِسَت الثياب الرِّقاق حتى يمنعها البرد من النوم. وقالت امرأة كانت تخدم معاذة: كانت تحيي الليل صلاة فإذا غلبها النوم قامت فجالت في الدار وهي تقول: يا نفس، النوم أمامك لو قدمت لطالت رقدتك في القبر على حسرة أو سرور. قالت: فهي كذلك حتى تصبح، وكانت معاذة العدوية تُصلي في كل يوم وليلة ستمائة ركعة وتقرأ جزأها من الليل تقوم به.

وفي سنة 62هــ اسْتُشْهِدَ زَوْجُهَا صِلَةُ وَابْنُهَا فِي بَعْضِ الحُرُوْبِ، ولما وصلها الخبر صبرت واسترجعت واجتمع النساء عندها، فقالت:
مرحباً بكنَّ إن كنتن جئتن للهناء، وإن كنتن جئتن لغير ذلك، فارجعن. وكانت تقول: والله ما أحب البقاء إلا لأتقرب إلى ربي بالوسائل، لعله يجمع بيني وبين أبي الصهباء وابنه في الجنة.

قـالت: صحـبت الدنـيا سبعين سنة، ما رأيت فيها قرة عين قط.

وفاتها
مر عشرون عاماً على وفاة زوجها وفي كل يوم يمر كانت معاذة تستعد للموت وتأمل أن يجمعها الله بزوجها وابنها في مستقر رحمته وقد روي أنه لما احتضرت معاذة العدوية بكت ثم ضحكت. فقيل لها: مم بكيت ثم ضحكت فمم البكاء ومم الضحك؟ قالت: أما البكاء الذي رأيتم فإني ذكرت مفارقة الصيام والصلاة والذكر فكان البكاء لذلك، وأما الذي رأيتم من تبسمي وضحكي فإني نظرت إلى أبي الصهباء قد أقبل في صحن الدار، وعليه حلتان خضراوان وهو في نفر، والله ما رأيت لهم في الدنيا شبها فضحكت إليه ولا أراني أدرك بعد ذلك فرضا. فماتت قبل أن يدخل وقت الصلاة. توفيت سَنَةِ 83هــ.

bottom of page