top of page

مروان بن الحكم

نسبه
هو مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، وهو أحد خلفاء بني أمية، ويُعدُّ من الصحابة عند طائفة كبيرة، لأنه وُلِدَ في حياة النبي ، وقد رأى الرسول  في عام الفتح عام 8هـ، يراه البعض من التابعين لصِغر سنِّه عند رؤية الرسول .

مكانته
كان قارئاً لكتاب الله، فقيهاً في الدين، وقد روى عن النبي  حديثاً في صلح الحديبية، والحديث في صحيح البخاري عن مروان والمسور بن مخرمة، كما روى مروان عن عمر وعثمان، وقد كان يعمل  كاتباً لعثمان بن عفان، وقد روى عن علي وزيد بن ثابت، وروى عنه ابنه عبد الملك وسهل بن سعد، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وعلي بن الحسين (زين العابدين) ومجاهد وغيرهم.

كان من سادات قريش، فقد كان علي بن أبي طالب يُكثِر من السؤال عنه حين انهزم الناس يوم الجمل، وكان يخشى عليه من القتل، فلما سُئل عن ذلك قال: (إنه يعطفني عليه رحم ماسة، وهو سيد من شباب قريش)، وكما قال الشافعي: إن الحسن والحسين كان يُصلّيان خلف مروان ولا يعيدانها، ويعتدَّان بها.

وكان مروان ذو عقل حكيم، شديداً في حدود الله وقد ولاَّه معاوية على المدينة، وكان عندما تقع مشكلة كبيرة في المدينة يجمع من عنده من الصحابة ويستشيرهم فيها، وعندما يجمعون على رأي فيُأخذ به، فيُنسبُ الرأي إليه.

خلافته
بعد وفاة معاوية بن يزيد اضطرب أمر بني أمية اضطرابًا شديدًا، وكادت دولتهم أن تذهب، بعد أن أعلن عبد الله بن الزبير تنصيب نفسه خليفة في مكة، وبدأت البيعة تأتيه من سائر الأقاليم حتى من بلاد الشام، التي انقسم أهلها إلى فريقين، فريق مع عبد الله ابن الزبير، والفريق الآخر ظل على ولائه للأمويين.

كان مروان وأهله في المدينة عند وفاة يزيد بن معاوية فأخرجهم منها عبد الله بن الزبير، فرحلوا إلى الشام، فلما وصلوها وجدوا الأمور مضطربة، والإنقسامات على أشدها، مما جعل مروان يُفكر في العودة إلى الحجاز ومبايعة عبد الله ابن الزبير.

بينما مروان يُدير الفكرة في رأسه، وصل إلى الشام عدد من رجال بني أمية البارزين مثل (الحصين بن نمير السكوني، وعبيد الله بن زياد) والذي كان يحاصرهم الزبير، وكان وصولهم إلى الشام نقطةَ تحوُّل في تاريخ الدولة الأموية، فلو تأخر وصولهم لذهب مروان لمُبايعة ابن الزُّبير، وكانت نهاية الدولة الأموية.

قام هؤلاء الرجال بزيادة عزيمة الأمويين خاصة مروان، الذي تطلع إلى الخلافة، ولكنَّ الأمر لم يَكُن سهلاً، فقد كان القيسيون بالشام قد بايعوا بن الزبير، كما أن اليمنيين كانوا منقسمين إلى فريقين، فريق يميل إلى بيعة خالد بن يزيد، والفريق الآخر يميل إلى بيعة مروان.

توحّد موقف أنصار الأمويين بعد مناقشات ومداولات تغلب الفريق الثاني، الذي يؤيد مروان وكان حجتهم أن خالد بن يزيد لا يزال صغيراً، ولا يصلح أن يكون ندًا لابن الزبير، فاتفقوا أن تكون البيعة بالخلافة لمروان، ثم من بعده لخالد بن يزيد، واتفقوا على عقد مؤتمر في الجابية لبيعة مروان.

حكم الأمويين أمرهم وعقدوا المؤتمر في الجابية، وبايعوا بالخلافة لمروان  في الثالث من ذي القعدة سنة 64هـ، وقد حل ذلك مشكلة الخلافة بين بني أمية، ولم يكن الأمر سهلاً فتعرضوا إلى عدَّة صعوبات، فقد استعد مؤيدوا عبد الله بن الزبير لمواجهة الأمويين، وكان على مروان أن يثبت أنه أهل للمسؤولية وحمل أعباء الخلافة.

وتحقق  النصر والنجاح لأنصار مروان باستيلائهم على دمشق، ثم دارت المعركة الشهيرة التي حسمت الموقف في الشام لبني أمية ومروان، حيث هُزِم أنصار بن الزبير، وقُتِل زعيمهم الضحاك بن قيس، وعدد من أشرافهم واستمرت المعركة حوالي عشرين يومًا وكانت في نهاية سنة 64هـ.

وبعدما استقرت الأمور في الشام، توجه مروان إلى مصر ليستردها من عامل ابن الزبير وعبد الرحمن بن جحدم، الذي  بدأ يستعد للقتال، واشتعلت الحرب فترة، ثم تصالحا حقنًا للدماء على أن  وَلِي مروان حُكمَ مصر لابن جحدم، وسرعان ما تحرّر مروان من عهده فعزله، وولى ابنه عبد العزيز على أرض مصر.

وفاته
توفي مروان بن الحكم بدمشق في شهر رمضان سنة 65هـ، عن سن 63 عاماً، وصلّى عليه ابنه عبد الملك بن مروان، ودفِن بين باب الجابية وباب الصغير.

bottom of page