top of page

محمد بنُ المُنَكدِر

نسبه 
محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير القرشي التيمي، أبو عبد الله ويقال أبو بكر المدني، وُلد سنة بضع وثلاثين من الهجرة، عَدَّه أصحاب الطبقات من الطبقة الثالثة: من الوسطى من التابعين، وروى له: البخاري - مسلم - أبو داود- الترمذي - النسائي - محمد بن ماجة. 

حدَّث عن سلمان وأبي رافع وأسماء بنت عميس وأبي قتادة، وعن عائشة وأبي هريرة وعن ابن عمر وجابر وابن عباس وابن الزبير وأميمة بنت رقيقة وربيعة بن عباد وأنس بن مالك وأبي أمامة بن سهل ومسعود بن الحكم.

صفاته 
اجتهاده في العبادة

كان ابن المنكدر من المجتهدين في العبادة فيقول: كابدتُ نفسي أربعين سنة حتى استقامت، وبينا هو ذات ليلة قائم يصلي إذ استبكى فكثُرَ بُكاؤه، حتى فَزع له أهله وسألوه، فاستعجم عليهم وتمادى في البكاء، فأرسلوا إلى أبي حازم فجاء إليه فقال: ما الذي أبكاك قال: مرت بي آية قال وما هي قال:(وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) سورة الزمر : الآية (47)، فبكى أبو حازم معه فاشتد بكاؤهما. 

وعن سعيد بن عامر قال: قال ابن المنكدر: إني لأدخل في الليل فيهولني فأصبح حين أصبح وما قضيت منه أربي، وعن عمر بن محمد المنكدر قال: كنت أمسك على أبي المصحف، فمرَّت مولاة له فكلمها فَضَحك إليها ثم أقبل يقول: إنا لله إنا لله، حتى ظننت أنه قد حدث شيء فقلت: مالك فقال: أما كان لي في القرآن شُغل حتى مرت هذه فكلمتها، وعن سفيان قال: كان محمد بن المنكدر ربما قام من الليل يُصلي ويقول: كم من عين الآن ساهرة في رزقي. 

بِرُّه بأمِّه
كان محمد بن المنكدر باراً بأمه، فكان يضع خدَّه بالأرض ثم يقول لأمه: قومي ضعي قدمك على خدي، وقال: بات عمر يعني أخاه يصلي وبت أغمز رجل أمي وما أحب أن ليلتي بليلته. 


أقواله
قال محمد بن المنكدر: أرأيت لو أن رجلا صام الدهر لا يفطر وقام الليل لا ينام وتصدق بماله وجاهد في سبيل الله واجتنب محارم الله، غير أنه يؤتى به يوم القيامة فيقال: إن هذا عظَّم في عينه ما صغَّره الله، وصغَّر في عينه ما عظَّمه الله، كيف ترى يكون حاله؟ فمن منا ليس هكذا؟ الدنيا عظيمة عنده مع ما اقترفنا من الذنوب والخطايا، قيل لمحمد بن المنكدر: أي العمل أحب إليك؟ قال: إدخال السرور علـى المؤمن، قيل: فما بقي مما يستلذ؟ قال: الإفضال على الإخوان.

وفاته
عن عبدِ الرحمن بن زيد قال: أتى صفوانُ بنُ سليم محمد بن المنكدر وهو في الموت فقال: يا أبا عبدَ الله، كأني أراك قد شقَّ عليك الموت؟! فما زال يهوِّن عليه الأمرَ ويتجلى عن محمد حتى لكأن وجهَهُ المصابيح، ثم قال له محمد: لو ترى ما ألاقيه لقرَّتْ عينُك، ثم قضى! وكانت وفاته سنة 130هـ.

bottom of page