top of page

محمدُ المنتصر بالله

نسبه 
محمد المنتصر بالله بن المتوكل بن المعتصم بن الرشيد حكم 247هـ - 248هـ، وهو الخليفة العباسي الحادي عشر، ولد في سامراء في عام 222هـ - 836 م، وأمُّه أم رومية اسمها حبشية، ويُعَدُّ عهد الخليفة المنتصر هو بداية عصر ضعف الدولة العباسية.

صفاته
كان مليح الوجه، أسمر، أعين، أقنى، ربعة، جسيماً، بطيناً، مليحاً، مهيباً، وافر العقل، راغباً في الخير، قليل الظلم، محسناً إلى العلويين، أظهر العدل والإنصاف في الرعية فمالت إليه القلوب مع شدة هيبتهم له، وكان كريماً حليماً، وأمر الناس بزيارة قبر الحسين بن علي بن أبي طالب، وأمن العلويين، وكانوا خائفين أيام أبيه.

قال أبو الحسن المسعودي في كتاب (التنبيه والاشراف): كان مربوعاً حسنَ الوجه أسمر مسمناً.

وقال ابن الأثير في كتاب (الكامل في التاريخ): كان المنتصر عظيم الحلم، وراجح العقل، غزير المعروف، راغباً في الخير جواداً كثير الإنصاف، حسن العشرة.

الخلافته
في الصباح يوم الأربعاء 4 شوال سنة 247هـ، حضر الناس والقادة والعساكر إلى قصر الجعفري، فخرج أحمد بن الخصيب إلى الناس، وقرأ عليهم كتاباً من المنتصر، أن الفتح بن خاقان قتل المتوكل فقتلته به، فبايع الناس المنتصر، صبيحة الليلة، التي قُتل فيها المتوكل.

وكانت البيعة له بالمتوكلية، فأقام بها عشرة أيام، ثم تحوَّل هو وجميع قادته وحَشَمه منها إلى سامرا.

وفي هذه السنة توفي العباس أمير صقلية، فولَّى الناس عليهم ابنه عبد الله ابن عباس، ثم ورد من إفريقية خفاجة بن سفيان أميراً على صقلية، فغزا وفتح في جزيرة صقلية، ثم اغتاله رجل من عسكره، فقتله وهرب القاتل إلى المشركين، ولما قتِل خفاجة استعمل الناس ابنه محمد بن خفاجة، ثم أقره على ولايته محمد بن أحمد بن الأغلب صاحب القيروان، وبقي محمد بن خفاجة أميراً على صقلية إلى سنة سبع وخمسين ومائتين، فقتله خدمه الخصيان وهربوا، فأدركهم الناس وقتلوهم.

وفاته
تُوفي في يوم الأحد الموافق 25 ربيـع الأول سنـة 248 هـ، عن 26 سنـة، فلـم يتمتـع بالخـلافة إلا ستة أشهر ويومين، وقيل في سبب وفاته أنه لما ولي الخلافة صار يسب الأتراك ويقول: هؤلاء قتلة الخلفاء فعملوا عليه وهموا به فعجزوا عنه؛ لأنه كـان مـهيـباً شجـاعاً فطنـاً متحـرزاً، فتحيلوا إلى أن دسوا إلى طبيبه ابن (طيفور) ثلاثين ألف دينار في مرضه، فأشار بقصده ثم قصده بريشة مسمـومة فـمات، وذكرت بعـض كتـب التـاريخ أنـه مـات بالـذبـحة، وكـانت مـدة علتـه ثلاثـة أيام، ودُفن في الجوسق.

bottom of page