top of page

كعب بن مالك

نسبه
هو كعب بن مالك الأنصاري، ذلك الطود الشامخ، الذي جمع بين قوة السنان، وفصاحة اللسان، وغزارة الإيمان، ورقّة الوجدان، من طليعة شعراء العصر الإسلامي الذين حملوا عبئ الـدفاع بشعرهم عن الإسلام، فقد عبّر بشعره عن أسمى المعاني الإنسانية التي جاء بها الإسلام، وصوّر المجتمع المسلم في أزهى عصوره التاريخية. 

صفاته 
صِدقهُ وشجاعته في قول الحق والثبات عليه؛ فقد كانت شجاعة كعب في قوله الحق وصدقه عاملاً أساسيًّا في قبول توبته، وقد أفضت هذه الشجاعة إلى نتائج في بادئ الأمر، غير أنه أصرَّ على أن يقول للرسول   الحق، ولم يحاول أن يختلق أعذارًا كغيره من المتخلفين، ولما قَبِل الله توبته عاهد الله ألاَّ يحدِّث إلا صدقًا. 


مواقف من حياته 
موقفه في غزوة أُحد؛ ففي غزوة أحد ولما أُشِيع مقتل النبي  لم يعرفه إلا كعب بن مالك، فكان أوّل من عرف رسول الله ، قال: فناديت بأعلى صوتي: يا معشر المسلمين، أبشروا، هذا رسول الله حيٌّ لم يُقتل، فأشار إليه أن اسكت.


وكان كعب بن مالك الأشجعي من الذين خُلِّفوا عن غزوة تبوك وتاب الله عليه بصدقه، وقوله الحق لرسول الله ، خلافًا للرجال الذين لم يشهدوا غزوة تبوك، وتعذّروا بأعذار كاذبة؛ فقد أصرّ كعب على أن يقول الحق لرسول الله  مهما كانت النتائج؛ لأنه قد قعد عن الجهاد بغير عذر، وكان رسول الله  نهى الصحابة عن محادثة هؤلاء الثلاثة (والآخران هما: مرارة بن الربيع العامري، وهلال بن أمية الواقفي -رضي الله عنهما-)، وتحمَّل كعب ذلك بكل صبرٍ وثبات، حتى إن ملك غسان النصراني أرسل إليه برسالة يقول فيها: بلغنا أن صاحبك قد جفاك، فالحَقْ بنا نُواسِكْ، ولم تثنه هذه الرسالة عن ترك المدينة بل قام بحرق الرسالة، وقال: هذا أيضًا من البلاء.

وظل كعب وصاحباه -رضي الله عنهم- على هذه الحال من الضيق والغم طوال خمسين ليلة، حتى ظنوا أن الأرض قد ضاقت عليهم، ولكن الله العليم الرحيم أنزل على نبّيه أنه قد تاب عليهم {وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لاَ مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (سورة التوبة، 118). 

وفاته
قال ابن عبد البر: تُوُفِّي كعب بن مالك في زمن معاوية سنة 50هــ، وقيل: سنة 53هــ، وهو ابن 77، وكان قد عَمِيَ وذهب بصره في آخر عمره.

bottom of page