top of page

عمارُ بنُ ياسر

إسلامه
ولد عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر بن يام بن عنس بن مذحج المذحجي العنسي في مكة، كان أبوه ياسر بن عامر وقد قَدِم إلى مكة مع أخويه الحارث ومالك من اليمن يبحثون عن أخٍ لهم، فرجع أخواه، وأقام أبوه، وحالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، فزوّجه أبا حذيفة بجاريته سمية بنت خياط، فولدت له عمار، أعتق أبو حذيفة عمار، فصار عمار بذلك مولى لبني مخزوم، وقد أسلم عمار قديمًا، فكان من السابقين إلى الإسلام، حيث أسلم مع صهيب بن سنان في ساعة واحدة في دار الأرقم بعد بضعة وثلاثين رجلاً، وقد أسلم كذلك أبوه ياسر وأمه سمية وأخوه عبد الله، وكان لعمار أخ آخر أسنُّ منه يقال له (الحرث) قتله بنو الديل في الجاهلية.

وعمار بن ياسر صحابي كان من موالي بني مخزوم، ومن السابقين إلى الإسلام، ومن المستضعفين الذين عُذّبوا ليتركوا دين الإسلام، وقيل هاجر إلى الحبشة، كما هاجر إلى المدينة المنورة، وشارك مع النبي   في غزواته كلها، كما شارك بعد وفاة النبي  في حروب الردَّة، وقطعت أُذنه في معركة اليمامة، وشارك في آخر عمره إلى جانب علي بن أبي طالب في حربه مع معاوية بن أبي سفيان.

وبعد أن تولّى عمر بن الخطاب الخلافة، ولّى عمارًا على الكوفة ومعه عبد الله بن مسعود وبعث بكتاب إلى أهلها يقول لهم فيه: أما بعد، فإني بعثت إليكم عمار بن ياسر أميرًا وابن مسعود معلمًا ووزيرًا، وإنهما لمن النُّجباء من أصحاب محمد  من أهل بدر، فاسمعوا لهما وأطيعوا، واقتدوا بهما.

ولما كان عمار من الموالي في مكة، ولم تكن له قبيلة تمنعه، فقد استُضعف هو وأهله، وعُذّبوا ليتركوا دينهم، فقد قال عبد الله بن مسعود: أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول الله وأبو بكر وعمار وأمه سميةوصهيب وبلال والمقداد. 

فأما رسول الله  فمنعه الله بعمه، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فألبسهم المشركون أدراع الحديد، وصفّدوهم في الشمس، وما فيهم أحد إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلال؛ فإنه هانت عليه نفسه في الله، وهان على قومه، فأعطوه الولدان يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول: أحدٌ أحد، وزاد مجاهد بن جبر على تلك الرواية، فقال: (فجاء أبو جهل يشتم سمية، وجعل يطعن بحربته في قبلها حتى قتلها، فكانت أول شهيدة في الإسلام)، وكان عمار يُعذّب حتى لا يدري ما يقول، وقد روى عثمان بن عفان أن النبي  كان يمر بعمار وأهله وهم يُعذّبون، ولا يستطيع أن يدفع عنهم العذاب، فيقول: (صبرا آل ياسر؛ فإن موعدكم الجنة).

وفاته
استشهد يوم وقعة صفين سنة37هـ، وكان عمره آنذاك 93 سنة، ودفنه عليّ رضي الله عنه.

bottom of page