top of page

عطاءُ السليمي

نسبه 
عطاء السليمي البصري، أدرك من أصحاب رسول الله  أنس بن مالك خادم النبي   وتعلَّم على يديه، وسمع منه ومن الحسن وجعفر بن زيد وعبد الله بن غالب، وروى عنه بِشر بن منصور وصالح المزي وعبد الواحد بن زياد وغيرهم، إلا أنه شُغِل بالعبادة عن الرواية، فكل مواقفه هي خوفٌ من الله.

صفاته
الخوف من الله

كان عطاء السليمي يبكي حتى لا يقدر أن يبكي، ويقول بشر بن منصور: كنت أوقد بين يدي عطاء السليمي في غداة باردة فقلت له: يا عطاء، أيسُّرك الساعة لو أنك أمرت أن تلقي نفسك في هذه النار ولا تبعث إلى الحساب؟ فقال لي: إي ورب ال
كعبة، ثم قال: والله مع ذلك لو أمرت به لخشيت أن تخرج نفسي فرحًا فبل أن أصل إليها.

​وكان عطاء السليمي إذا فَرَغ من وضوئه انتفض، وارتعد وبكى بكاءًا شديدًا، فقيل له في ذلك فقال: إني أريد أن أَقدُمَ على أمرٍ عظيم إني أريد أن أقومَ بين يدي اللهِ تعالى.

وقال بشر بن منصور لعطاء السليمي: يا عطاء، لماذا الحزن قال: ويحك الموت في عنقي والقبر بيتي، وفي القيامة موقفي، وعلى جسر جنهم طريقي، وربي لا أدرى ما يصنع بي ثم تنفس؛ فغشى عليه فترك خمس صلوات فلما أفاق أخبرته فقال ويحك إذا ذهب عقلي تخاف عليَّ شيئاً، ثم تنفس فغشى عليه فترك صلاتين.

قال أبو يزيد الهدادي: انصرفت ذات يوم من الجمعة فإذا عطاء السليمي وعمر بن درهم يمشيان، وكان عطاء قد بكى حتى عَمِش، وكان عمر قد صلى حتى دبر، فقال عمر لعطاء: حتى متى نسهو ونلعب، وملك الموت في طلبنا لا يكف؟ فصاح عطاء صَيحة خَرَّ مغشيًا عليه فأنشج موضحة، واجتمع الناس وقعد عمر عند رأسه فلم يزل على حاله حتى المغرب، ثم أفاق فحُمِل.


وقال صالح المزي، قلت لعطاء السليمي ما تشتهي فبكى وقال أشتهى والله يا أبا بشر أن أكون رمادًا لا تجتمع منه سفه أبدًا في الدنيا ولا في الآخرة، قال صالح فأبكاني والله، وعلمت أنه إنما أراد النجاة من عُسر الحساب.

الإخلاص
جاء في حِلية الأولياء لأبي نعيم (عن صالح المزي) قال: كان عطاء السليمي لا يكاد يدعو إنما يدعو بعض أصحابه ويؤمِّن هو قال: فحبس بعض أصحابه فقيل له: ألك حاجة؟ قال: دعوة من عطاء أن يفرج الله عني قال صالح: فأتيته فقلت: يا أبا محمد، أما تحب أن يفرج الله عنك؟ قال: بلى والله إني لأحب ذلك قلت: فإن جليسَك فلانًا قد حبس فادع الله أن يفرج عنه، فرفع يديه وبكى وقال: إلهي قد تعلم حاجتنا قبل أن نسألها فاقضها لنا، قال صالح: والله ما برحنا من البيت حتى دخل الرجل).

وفاته
قـال شـداد بن علي: حدثـنـا عـبـد الـواحـد بن زيـاد قـال: دخـلـنـا عـلى عـطـاء السلـمي وهـو فـي المـوت فـرآني أتنـفس فقـال: مـالك؟ قتلـت مـن أجـلـك قـال: وددت أن نـفـسـي بقـيت بين لـهـاتـي وحـنجـرتـي تـتـردد إلـى يـوم القيـامة مخـافـة أن تخرج إلى النار.

bottom of page