top of page

عتابُ بنُ أسيد

نسبه
هو عَتّاب –بالتشديد- بن أَسِيد، بفتح أوله، بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس الأموي.

إسلامه
تـذكـر قصـة إسـلام عتّـاب بـن أَسيـد، عنـدما دخـل رسـول الله  الكـعبة عام الفتح ومعه بلال، فأمره أن يُؤَذِّن، وأبو سفيان بن حرب وعتّاب بن أَسيد والحارث بن هشام جالسين بفناء الكعبة، فقال عتّاب بن أسيد: لقد أكرم الله أسُيدًا ألا يكون سمع هذا، فيسمع منه ما يغيظه، فقال الحارث بن هشام: أما والله لو أعلم أنه محق لاتبعته، فقال أبو سفيان: لا أقول شيئًا، لو تكلمت لأخبرت عني هذه الحصى، فخرج عليهم النبي ، فقال: (قد علمتُ الذي قُلتُم»، ثم ذَكر ذلك لهم؛ فقال الحارث وعتاب: نشهد أنك رسول الله، والله ما اطلع على هذا أحد كان معنا، فنقول أخبرك.

أهمُ ملامحِ شخصيةِ كان رحيمًا مع المسلمين وشديدًا على الكفار المنافقين وكان من الصحابة الذين اجتمعت فيهم صفات القوة والأمانة وعندما استعمله النبي  على مكة، كان شديدًا على المشركين، ليِّنًا على المؤمنين، وكان يقول: والله لا أعلم متخلّفًا عن هذه الصلاة في جماعة إلا ضربت عنقه؛ فإنه لا يتخلف عنها إلا منافق، فقال أهل مكة: يا رسول الله، استعملت على أهل الله أعرابيًّا جافيًا، فقال: «إني رأيت فيما يرى النائم أنه أتى باب الجنة، فأخذ بحلقة الباب فقعقعها حتى فُتح له ودخل».

بعضُ مواقفِه  مع الرسول 
عـن ابـن أبـي مليكة يقول: إن النبي  قال: (لقد رأيتُ أُسيدًا في الجنة وأنى يدخل أسيد الجنة)، فعرض له عتاب بن أسيد، فقال: (هذا الذي رأيت أدعوه لي فدعا)، فاستعمله يومَئِذٍ على مكة، ثـم قـال لعتـّاب: (أتـدري علـى مـن استـعملتـك؟ استـعملتـك علـى أهـل الله فـاستـوصِ بهـم خيـرًا)، وقـالهـا ثـلاثـًا.

ويُذكر أنه عندما خرج رسول الله  معتمرًا ورجع إلى المدينة استخلف عتّابَ بن أسيد على مكة، وخلف معه معاذ بن جبل يُفَقِّه الناس في الدين ويعلّمهم القرآنَ.

مواقفه مع الصحابة
قـال ابـن هشـام: بلغنـي عـن زيـد بـن أسلـم أنـه قال: لما استعمل النبي  عتاب بن أسيد على مكة رزقه كل يوم درهم، فقام فخطب الناس، فقال: أيها الناس أجاع الله كبد من جاع على درهم، فقد رزقني رسول الله درهمًا كل يوم فليست بي حاجة إلى أحد.

ومات رسول الله  وعلى مكة وعملها عتّاب بن أسيد، فلما بلغهم ذلك ضج أهلُّ المسجدِ، فبلغ عتابًا فخرج حتى دخل شعبًا من شعابِ مكة، وسمع أهلُ مكة الضجيجَ فتوافى رجالُهم إلى المسجدِ، فقال سهيل: أين عتّاب؟ وجعل يستدل عليـه حتـى أتـى عليـه فـي الشعـب، فقـال: مـا لك؟ قال: مـات رسول الله، قال: قم فـي النـاس فتكلـم، قال: لا أطيـق مـع مـوت رسـولِ الله الكـلام، قال: فـاخـرج معـي فأنـا أكفيكـه، فخرجـا حتـى أتيـا الـمسجـدَ الحرام، فقـام سهيـل خطيبًا، فحمـد الله وأثنـى عليـه وخطـب بـمثل خطبـة أبـي بكـر، لـم يخـرم عنـهـا شيئًـا.

وفاته
من المؤرخين من ذكر أنه عاش أميرًا على مكة إلى أواخرِ أيامِ عمر بن الخطاب فتكون وفاتُه في أوائلِ سنةِ 23هـ.

bottom of page