top of page

عبيد الله بن عمر بن الخطاب

نسبه
عبيد الله بن عمر بن الخطاب ابن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، أمه أم كلثوم بنت جرول الخزاعية وهو أخو حارثة بن وهب الصحابي المشهور لأمه، ولد بعد السبعين أو نحوها، ولحق أم خالد بنت خالد الصحابية، وسمع منها، فهو من صغار التابعين، ويُعتبر من شجعان قريش وأبطالها.

حياته
خرج إلى العراق غازياً في زمن أبيه مع أخيه عبد الله، فلما قفلا مرّا على أبي موسى الأشعري وهو أمير البصرة، فرحّب بهما وقال: لو أقدر لكما على أمر أنفعكما به لفعلت، ثم قال: بلى، ها هنا مال من مال الله، أريد أن أبعث به إلى أمير المؤمنين وأسلّفكما فتبتاعان به من متاع العراق ثم تبيعانه بالمدينة فتؤدِّيان رأس المال إلى أمير المؤمنين ويكون لكما الربح ففعلا، وكتب إلى عمر بن الخطاب أن يأخذ منهما المال، فلما قدما على عمر قال: أكل الجيش أسلفهم، فقالا: لا، فقال عمر: أدّيا المال وربحه، فأما عبد الله فسكت وأما عبيد الله فقال: ما ينبغي لك يا أمير المؤمنين، لو هلك المال أو نقص لضمناه، فقال: أديا المال، فسكت عبد الله وراجعه عبيد الله، فقال رجل من جلساء عمر: يا أمير المؤمنين لو جعلته قراضاً، فقال عمر: قد جعلته قراضاً فأخذ رأس المال ونصف ربحه، وأخذا النصف الباقي.

بعض مواقف حياته
حادثة قتله للهرمزان

ذكر الطبري في كتابه تاريخ الرسل والملوك أن القماذبان قال عن قتل أبيه الهرمزان: كانت العجم بالمدينة يستروح بعضها إلى بعض، فمرّ فيروز بأبي ومعه خنـجر لـه رأسان، فتناوله منه وقال: ما تصنع بهذا في هذه البلاد؟ فقال: آنس به؛ فرآه رجل، فلما أصيب عمر، قال: رأيت هذا مع الهرمزان، دفعه إلى فيروز، فأقبل عبيد الله فقتله؛ فلما ولي عثمان دعاني فأمكنني منه، ثم قال: يا بني هذا قاتل أبيك وأنت أولى به منا، فاذهب فاقتله فخرجت به وما في الأرض أحد إلّا معي؛ إلّا أنهم يطلبون إلي فيه، فقلت لهم: ألي قتله؟ قالوا: نعم - وسبّوا عبيد الله - فقلت: أفلكم أن تمنعوه؟ قالوا: لا وسبّوه، فتركته للّه ولهم، فاحتملوني؛ فوالله ما بلغت المنزل إلّا على رؤوس الرجال وأكفّهم.

وفاته
قتل عبيد الله بن عمر -رضي الله عنه-، فقالت همدان: قتله هانىء بن خطاب الأرحبي؛ وقالت حضرموت: قتله مالك بن عمرو التنعي، وقالت بكر ابن وائل: قتله محرز بن الصحصح من بني عائش بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة، وأخذ سيفه ذا الوشاح، فأخذ به معاوية بالكوفة بكر بن وائل، فقالوا: إنما قتله رجل منّا من أهل البصرة، يقال له: محرز بن الصحصح، فبعث إليه بالبصرة فأخذ منه السيف، وكان رأس النمر بن قاسط عبد الله بن عمرو من بني تيم الله بن النمر.


قال هشام بن محمد: الذي قتل عبيد الله بن عمر رضي الله عنه محرز بن الصحصح، وأخذ سيفه ذا الوشاح، سيف عمر، وفي ذلك قول كعب بن جعيل التغلبي:
ألا إنما تبكي العيون لفارسٍ      بصفين أجلت خيله وهو واقف
يبدل من أسماء أسياف وائلٍ      وكان فتىً لو أخطأته المتالف
تركن عبيد الله بالقاع مسندًا تمج دم الخرق العروق الذوارف

bottom of page