top of page

عبد القادر بن بدران الدمشقي

تعريف به
عبد القادر بن أحمد بن مصطفى بن عبد الرحيم بن محمد بدران 1280 هـ - 1864م / 1346 هـ - 1927م، فقيه أصولي حنبلي، عارف بالأدب والتاريخ، بالإضافة لاجادة الشعر، و يُعدُّ من كبار أئمة الحنابلة المتأخرين.

حياته
وُلد في دوما بقرب دمشق، وعاش وتوفي في دمشق، كان سلفي العقيدة، وفيه نزعةٌ فلسفيةٌ، وكان حَسَن المُحاضرة، كارهًا للمظاهر، قانعًا بالكفاف، لا يهتم بملبس أو بمأكل.

وُلِيَ إفتاء الحنابلة، وانصرف مدة إلى البحث عما بَقِيَ من الآثار، في مباني دمشق القديمة، فكان أحيانًا يستعير سُلَّماً خشبياً، وينقله بيديه ليقرأ كتابة على جدار.

علمه
ابتدأ طلب العلم في بلدته دوما على يد مشايخها، ابتداءً بجدِّه الشيخ مصطفى بدران، ثم على يد شيخه الشيخ محمد بن عثمان الحنبلي، المشهور بخطيب دوما، ثم انتقل إلى دمشق، فطلب العلم على يد مُحدِّث الشَّام محمد بدر الدين الحسني، وتلقّى في هذه الدار كذلك عن شيخ الشام ورئيس علمائها المحدث سليم بن ياسين العطار، كما دَرَس عُلوم اللغة العربية على يد طاهر الجزائري، أحد كبار علماء الشام ومُصلحيها.

ثم أكبَّ على الكُتب يَنهَلُ من بِحارها في كلّ الفنون والعلوم، فبرَع في سائر العلوم العقليَّة والأدبيَّة والرياضيَّة، وتبحَّر في الفقه والنَّحو، غـَيرَ أنّه أولى عناية خاصّة لعلم أصول الفقه، فكان علَمًا من الأعلام، فعُينَّ مُفتياً للحنابلة، ومُدرساً بالجامع الأموي.

ثم بدأ يُلقي دروساً منتظمَةً في جامِع دوما الكبير، وأصبح عضوًا في شعبة المعارف، التي تشكلت سنة 1309 هـ; لنشر العلم والثقافة والتربية، وشَحَذَ هِمم الناس على تعليم أطفالهم وإرسالهم إلى الكتاتيب والمدارس، واشترك في عهد العثمانيين بتحرير جريدة المقتبس، وكَتَبَ في صحف دمشق: كالمشكاة والشام والكائنات والرأي العام، وفي سنة 1329 هـ أنشأ مجلة موارد الحكمة، وكان مُتبِّعًا للسلف، منكرًا على البدعة، آمرًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر.

تلاميذه
تتلمذ على يديه خلقٌ كثير، من أبرزهم:
المؤرخ خير الدين الزركلي، صاحب كتاب الأعلام.
محمد صالح العقاد الشافعي، الذي كان يقال عنه الشافعي الصغير.
محمد أحمد دهمان.
محمد سليم الجندي، من أعضاء المجمع العلمي في دمشق.
فخري بن محمود البارودي، من رجال السياسة والأدب.

مؤلفاته
بلغ عدد مؤلفاته 46 مؤلفًا، منها:
المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل.
الرَّوض البسَّام في تراجم المفتين بدمشق الشَّام.
شرح روضة الناظر لابن قدامة.
تعليق على لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد لابن قدامة.
تهذيب تاريخ دمشق: لابن عساكر (يقع في ثلاثة   عشر مجلداً).
تاريخ دوما منذ فجر الدولة العباسية حتى القرن الرابع عشر الهجري.
الآثار الدمشقية والمعاهد العلمية.

وفاته
ضَعُف بصر ابن بدران قبل الكهولة، وأُصيب آخر حياته بمرض الفالج، وتوفي في ربيع الثاني عام 1346 هـ - 1928م، ودُفِنَ في مقبرة الباب الصغير بدمشق.

bottom of page