top of page

ضياء الدين بن الشهرزوري

نسبه
القاسم بن يحيى بن عبد الله بن القاسم، قاضي القضاة ببغداد، ضياء الدين أبو الفضائل ابن الشهرزوري، الموصلي الشافعي، ابن أخي قاضي القُضاة بدمشق كمال الدين الشهرزوري أيام نور الدين.

وُلِد ونشأ بدمشق سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، وكان سَمِحًا جوادًا، وكانت لديه فضائل، تفقَّه ببغداد بالنظاميـة مُـدَّةً، وقـد سمع مـن أبـي طاهر السلفي وحدَّث عنه. 

توليه القضاء
كان القاضي كمال الدين محمد الشهرزوري (عم القاضي ضياء الدين)، قد توفِّي في السادس من المحرم من سنة ثنتين وسبعين وخمسمائة، وقد كان من خِيار القُضاة، فُوِّضَ إليه نظر الجامع ودار الضرب وعمارة الأسوار والنظر في المصالح العامة، ولما حضرته الوفاة أوصى بالقضاء؛ لابن أخيه ضياء الدين بن تاج الدين الشهرزوري، ومع أنَّه كان يجد عليه لما كان بينه وبينه حين كان صلاح الدين سَجَنَه بدمشق، وكان يُعاكِسُه ويُخالفه، ومع هذا أمضى وصيته لابن أخيه.

فجلس في مجلس القضاء على عادة عمِّه، وبقي في نفس السلطان من تولية شرف الدين أبى سعيد عبد الله بن أبي عصرون الحلبى، وكان قد هاجر إلى السلطان إلى دمشق فوعده أن يوليه قضاءها وأسرَّ بذلك إلى القاضي الفاضل، فأشار الفاضل على الضياء أن يستعفِي من القضاء فاستعفى، فأُعفي وترك له وكالة بيت المال، وولى السلطان ابن أبي عصرون على أن يستنيب القاضي محيي الدين أبي المعالي محمد بن زكي الدين ففعل ذلك، ثم بعد ذلك استقلَّ بالحُكم محيى الدين أبو حامد بن أبي عصرون عوضًا عن أبيه شرف الدين بسبب ضعف بصره. 

وجاء في (تاريخ الإسلام) أنَّ القاضي ضياء الدين بن الشهرزوري قدم الشام، ووَلِيَ قضاء القضاء بعد عمِّه، ثم استقال منه لما عُرف أن غرض السلطان صلاح الدين أن يُولي الإمام أبا سعد ابن عصرون، فأقاله ورتَّبه للترسل إلى الديوان العزيز (أي أمْر السفـارة بيـن صـلاح الـديـن وبيـن الخليفة في بغداد).

وقدم بغداد رسولاً عن الملك الأفضل، فلما تملك العادل دمشق أخرجه منها، فسار إلى بغداد فأكرم مورده وخلع عليه، وولاه الخليفة قضاء القضاة والمدارس والأوقاف والحكم في المذاهب الأربعة، (وكان ذلك في سنة 575هـ).

وأصبحت له منزلة عظيمة عند الناصر لدين الله، ولم يزل على ذلك إلى أن سأل الإعفاء والإذن له في التوجه إلى بلده، وخاف العواقب وسار إلى حماه فوَلِيَ قضاءها.

وجاء في (البداية والنهاية) أنه (تولى قضاء بلدة الموصل، ثم استُدعِي إلى بغداد فوَلِيها سنتين وأربعة أشهر، ثم استقاله فلم يُقِلْهُ الخليفة، فاستشفع بزوجته ست الملوك على أم الخـلـيفة، وكـان لهـا مكـانة عنـدها، فأُجيب إلى ذلك، فصار إلى قضاء حماة لمحبته إياها، وكان   يعاب عليه ذلك). 


وفاته
عنـدما ترك قضاء بغداد وتولى قضاء حماة لمحبته إياها، ظلَّ فيها حتى توفي في المنتصف من رجب سنة 599هــ، وحُمـل إلى دمـشـق فـدفـن فيـهـا ولـه خمـس وستـون سنـة فـي نصـف الشهر.

bottom of page