top of page

سعد الدين أحمد المليباري

تعريف به
سعد الدين أحمد المنكروي المليباري، هو أبو عبدالسلام سعد الدين أحمد المنكروي المليباري، ولد في كومرنلور من منطقة بالآكاد في الساحل الجنوبي الغربي لشبه القارة الهندية، وذلك في عام 1334 هـ - 1916م وتوفي عام 1402هـ.


نسبه
هو سعد الدين بن أحمد بن علي منكروي، المعروف بالشيخ سعد الدين المليباري، ويُقال أنه نُسب إلى المنكروي؛ لأن جدَّه الخامس كان تاجرًا من تجار عُمان وكان يأتي للهند لشراء البهارات ويصدرها لعُمان، وخلال أسفاره تزوج من الهند، واسمه المنقري ومنسوب إلى منقر بن عبيد بن مقاعس بن تميم بن مر، وهو بطن من (تميم)، ومنهم قيس بن عاصم وجماعته، ولعدم وجود حرف القاف في لغـة (المالايالم)، قلبـت كـافًا وأُضيـف الـواو تبـعًا لطـريقة نطـقهم للكـلمة، فصـارت منكـروي، وقـد ذُكـر أنـه عند وفاة الجد المنقري حضر أحد إخوة هذا الجد من عُمان لحضور الدَّفن، وكان طويل القامة، أبيضًا يميل إلى الحمرة، وكان له هيبة بين أفراد القرية، ثم رجع من حيث أتى.

حياته
وُلِدَ الشيخ سعد الدين عام 1334 هـ - 1916م في كومرنلور في منطقة بالاكاد، الواقعة في الساحل الجنوبي الغربي، لشبه القارة الهندية والمُسمي بساحل مليبار.​
ومنذ طفولته اهتمت الأسرة على تنشئته النشأة الصحيحة من كل النواحي، فهو ينحدر من أسرة غنية في ذالك الوقت، فقد تعلّم وهو صغير في مدارس بالهند تعني بالدين الإسلامي، فقد حَفِظَ القرآن الكريم وهو صغير جدًا، وكان يدرس بأحد المساجد الموجودة في منطقة (كومرنلور)، ودَرَس في جامعة (الباقيات الصالحات)، حيث حصل منها على شهادة أفضل العلماء، وهذه الشهادة معترفٌ بها في الهند وفي جامعة الأزهر، وفي نفس الوقت دَرَس اللغة الإنجليزية، وأخذ البكالوريوس في اللغة الإنجليزية، ثم انضمّ إلى الجيش، وأخذ منصبًا فيه، ولكنه تركه ليُصبح مُدرِّسًا للدين في معهد (بوليكل)، وهو من الأعضاء الذين أسسوا الجمعية السلفية في كيرالا، وكان أستاذًا فيها، وتتلمذ على يديه حينها العديد من المشايخ، كان من أبرزهم الشيخ عبد الصمد الكاتب.

وقد كان الشيخ سعد الدين ينتمي لجماعة الشيخ محمد الكاتب، وهي جماعة السلفيين في الهند، ثم أصبح مٌدرِّس الدين في الكلية العالية في (كاسركود).

علمه وعمله
بالرغم من كل ذلك النجاح الذي رافق الشيخ في حياته، إلَّا أنه بيَّت في نفسه أُمنية تلقي العلم في مكة المكرمة و المدينة المنورة، حتى علِم من خلال الصُّحف بحاجة شركة أرامكو السعودية لمترجمين، فجاء ليتقدَّم لها بحكم معرفته باللغة الإنجليزية، فقَدِم إلى الرياض وقابل الشيخ عبد الصمد الكاتب، حيث كان قد درَّسه في الهند، ونزل عنده بحكم معرفته به وبأبيه الشيخ محمد الكاتب، فذهب الشيخ سعد والشيخ عبد الصمد إلى الشيخ ابن باز حتى يتوسط له بالعمل في شركة أرامكو ولكن الشيخ ابن باز كانت له نظرة ثاقبة وتأمل في الشيخ سعد، وقال له: (هذا العمل لا يليق بك وأنا اقترح أن تدرس عندنا بكلية الشريعة)، وبالفعل التحق الشيخ سعد بكلية الشريعة بالرياض من السنة الأولى، وتخرَّج منها، ووقَّع له على شهادته الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (مفتي الديار السعودية، ورئيس المعاهد والكليات والشؤون الدينية) وهو شيخ الشيخ   ابن باز. 


وأثناء دراسة الشيخ في كلية الشريعة ألَّف كتابًا اسمه: (دعوة الحق) وقد قدَّم له الكتاب فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز، وبعد تخرُّج الشيخ سعد من كلية الشريعة، افتُتح المعهد العلمي (بصامطة) جنوب السعودية، وكان ثاني معهد علمي في المملكة بعد معهد الرياض. 

وقد افتتح الشيخ عبد الله القرعاوي _رحمه الله _ في منزل الشيخ ناصر خلوفة المدرسة السلفية: وهي مدرسه عامة تجمع جميع الناس على مختلف أعمارهم، تُدرِّس القرآن والحديث والتفسير للرجال، وكانت على قسمين:
 

قسم الطلاب الصغار
وقد قام بالتدريس فيها مجموعه منهم (محسن حملي- علي حملي -حسين زلاله....وغيرهم).

 

الطلاب الكبار
وقد قام بالتدريس فيه الشيخ حافظ الحكمي، وحسن حملي، وكان الشيخ عبد الله القرعاوي يتولى تدريسهم بنفسه، وكان ذلك في عام 1358هـ - 1359هـ.

وعندما افتُتح المعهد العلمي (بصامطة)،كان يرأسه الشيخ حافظ الحكمي والشيخ القرعاوي وكان نظام الدراسة فيه على قسمين:

 

القسم التمهيدي
ومدة الدراسة فيه ثلاث سنوات يلتحق بها المتميزين من المدرسة السلفية بعد اجتياز الإختبار لتوجيههم للمستوى المناسب.

 

قسم المعهد الثانوي
ومدة الدراسة فيه خمس سنوات، وقد تم اختيار الشيخ سعد الدين والشيخ عبد الصمد الكاتب للتدريس في معهد (صامطة) في بداية الثمانينات الهجرية، وذلك بعد وفاة الشيخ حافظ حكمي، فدرَّس الشيخ سعد الدين في المدرسة السلفية والقسم التمهيدي وقسم المعهد الثانوي، وكانت أول مادة درَّسها في صامطة مادة اللغة العربية، وكان له درس في التفسير في جامع الأشراف المسمى حاليًا بمسجد الراحة في صامطة، حيث كان قريبًا من منزله.

ومن أبرز طلابه تلك الفترة الشيخ هادي بن هادي المدخلي، ومن أهم العلماء الموجودين تلك الفترة في صامطة: الشيخ عبد الله القرعاوي، والشيخ محمد الحكمي أخو حافظ حكمي، والشيخ أحمد النجمي، ولما افتُتحت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، طلبه الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- وكان مديرًا آنذاك لها بأن يكون مترجمًا، فأصبح بفضل الله رئيس قسم الترجمات في الجامعة الإسلامية، وكان يقوم بترجمة جميع الخطابات التي تصل إلى الجامعة من جميع أنحاء العالم للشيخ ابن باز.

وقد كان بعض العلماء يُسمي الشيخ سعد الدين (بالنبَّاش)؛ لأنه يتحدث عن الذين يطوفون حول القبور، والذين يتعلقون بالسادة، ومن يُسمونهم بالأولياء وينبش أخطائهم ويُبينها للناس.

وقد أورد الشيخ أحمد بن يحي النجمي في ذلك قصةً سمعها من الشيخ سعد الدين في كتابه (أوضح الإشارة في الرد على من أجاز الممنوع من الزيارة)، وذكر في الهامش ترجمةً عن الشيخ سعد الدين في الصفحة 368-369، ومختصر القصة (أن رجلًا نصرانيًا كانت له مزرعة في الهند، وكان يعمل لديه شاب مسلم، فمات كلب النصراني، فأمر الشاب أن يحفر له قبرًا ويدفنه فيه ففعل، فبني النصراني على قبر الكلب قبة، وترك الرجل مزرعته، ورحل الشاب وعاد بعد سنوات ورأى الناس يتوسلون بصاحب القبر ظنًا منهم أنه قبر أحد الأولياء، ففضح الشاب أمر القبر، وأخرج لهم عظام الكلب).

وبعد أن تقاعد واصل التدريس في المسجد النبوي، بتصريح من مفتي السعودية آنذاك الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ بخطابٍ نصُّه: (من الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية إلى المسؤولين في المسجد النبوي، بأنه لا مانع بأن يقوم الأستاذ سعد الدين أحمد بالتدريس في المسجد النبوي، وبدون أجر كما طلب)، وهذا الخطاب موجود في مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وكان يُبعث إلى الهند للوعظ والإرشاد في كل سنة، وفي خلال رحلاته فتح مساجد عدَّة ومعاهد كثيرة، وقضى بقية حياته يُدرس بالمسجد النبوي، إلى أن تُوفي رحمه الله.

مؤلفاته
كتاب الدعوة إلى الحق.

وفاتــه
تـوفي بـالمدينـةِ الـنبويـةِ عـام 1402هـ، ودُفـن فـي بقيعِ الغَرقد بمنطقةِ الصحابةِ والشهداء.

bottom of page