top of page

ربعي بنُ عامر

نسبه
ربعي بن عامر بن خالد بن عمرو الأسيدي العمروي التميمي، و كانت أمُّهُ من كبار أهل قريش و ساداتِها، و قد أسلمَ في عهد رسول الله ، و كان من الجيش الذي شارك في فتح مدينة دمشق، و شارك في غزوةِ نهاوند، و شارك في معركةِ القادسيةِ، و كانت له قصةٌ فيها مع قائد الفرس رُستم و قد ذكرها ابن كثير في كتابه البداية و النهاية.

كانت معركةُ القادسية بالقرب من مدينة القادسية في العراق، و قد وقعت في شهر محرم من سنة 14 هجرية، و التي كان يقودُ جيش المسلمين فيها الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص، و كان جيشُ المسلمين يتكون من ثلاثين ألف مُقاتل، و كانوا في مواجهة جيش الفُرس المُكوَّن من أكثر من مائتي ألف مقاتل، وثلاثة وثلاثين فيلاً، وقد انتصر المُسلمون في معركة القادسية انتصارًا كبيرًا.

وأثناء معركة القادسية
كان الربعي في جيش سعد بن أبي وقاص، و كان الفرس يخشون هذه المعركة كثيرًا، حيث هزمهم المسلمون هزيمةً ساحقةً في معارك سابقة، و هو ما أثار استياء أهل فارس، و كان رستم قائدهم مُتخوفًا من المعركة، وحاول أن يُغري المسلمين بالمال ولكنَّهم لم يستجيبوا، فأرسل رستم قائد الفرس إلى سعد بن أبي وقاص يطلب الحديث معهم، فأرسل له سعد الصحابي الجليل الربعي بن عامر على رأس وفد سَعيًا للصلح، وقال الربعي لسعد: “إن هؤلاء القوم قوم تباهٍ، و إننا لو فعلنا ذلك يرون أننا قد اعتددنا بهم” ثم أكمل قائلا: “و لكني أرى أن ترسل لهم واحدًا فقط؛ فيشعروا أننا غيرُ مهتمين بهم؛ فيوهن ذلك في قلوبهم”.

و حينما سأل سعد بن ابي وقاص من يذهب للحديث مع الفرس، قال الربعي: “سَرِّحوني”، و ذهب الربعي بن عامر ليقابل رستم، و كان يحمل سلاحه معه، فلما طلب منه الحرس على خيمة رستم أن ينزعه، قال لهم: “لا، أنتم دعوتموني، فإن أردتم أن آتيكم كما أُحِبُّ، و إلا رَجعتُ”، فأذن له رستم أن يدخل و معه سلاحه، فربط لجام فرسه بوسادة من الوسائد الموشاة بالذهب، وجلس على الأرض، و لما تعجب رستم من ذلك، قال له الربعي: “إنا لا نستحب أن نجلس على زينتكم”.

قال الربعي لرستم: “لقد ابتعثنا اللهُ لنُخرِج العباد من عبادةِ العباد إلى عبادة ربِّ العباد، ومن جُور الأديان إلى عدلِ الإسلام، ومن ضيقِ الدُّنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، فمن قبِلَ ذلك منا قبلنا منه، وإن لم يقبل قبلنا منه الجِزية، وإن رفض قاتلناه حتى نظفرَ بالنصر”.


فقال له رستم قائد الفرس: قد تموتون قبل ذلك، فقال له الربعي بن عامر: وعدنا الله أن الجنةَ لمن مات منا على ذلك، وأن الظَّفر لمن بقي منا، فطلب رستم من الصحابي الجليل مُهلةً يفكر فيها، وتجادل مع الصحابي الربعي بن عامر التميمي على المدة، وأراد أن ُيمهله الربعي عدة أيام، و لكن الربعي أصرَّ على ثلاثة أيام فقط، و قد أثّر حديثه في نفس رستم، فذهب يخاطب قومه قائلا لهم: “أرأيتم من مَنطِقِه؟ أرأيتم من قوته؟ أرأيتم من ثقته؟” و كان رستم يحاول أن يقنع قومه بالصلح مع المسلمين، و لكنهم رفضوا رفضًا قاطعًا.

وفاته
لم يذكر شيء عن وفاته.

 

bottom of page