top of page

بريرة مولاة السيدةِ عائشة

تعريف بها
بريرة مولاة عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهم-، كانت مولاة لبعض بني هلال فكاتبوها، ثم باعوها من عائشة -رضي الله عنها-.

ذكرت كتب السيرة والسنة فضائل كثيرة للصحابية بريرة، وقد جاء الحديث عنها في مواضع لا تحصى، وكان لها نصيب وافر في خدمة السيدة عائشة -رضي الله عنها- ورسول الله ، وكذلك في الجهاد في سبيل الله، حيث كانت تخرج مع السيدة عائشة -رضي الله عنها-، تؤدي دورها مع الصحابيات الأخريات من سقاية المجاهدين، وتطبيبِ الجرحى، وكانت ذات شجاعةٍ نادرةٍ وبطولة. وليس عجباً أن تكون كذلك، فهي تعيش مع السيـدة عـائشـة أم المؤمنين، وابنة الصديق، وزوجة الرسول .

وكانت بريرة -رضي الله عنها-، مثالاً في الكرم والجود والعطاء، وعاشت صابرة مؤمنة تحافظ على دينها وإسلامها، وكانت حياتها مثال الزهد والتقوى والخوف من الله.

مواقف من حياتها
تحكي لنا كتب السيرة أن لهذه الصحابية موقفاً مشرفاً مع السيدة عائشة، وكذلك مع رسول الله  في حادثة الإفك، قبل نزول البراءة من الله، وذلك عندما دعاها النبي ، بناء على مشورة من علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وسألها (أي بريرة، هل رأيت من شيء يريبك من عائشة؟) فقالت بريرة: والذي بعثك بالحق، ما رأيت عليها أمراً قط أغمضه عليها، أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها، فتأتي الداجن (الدواجن) فتأكله.

عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: أن زوج بريرة عبد أسود يُقال له مغيث، كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي، ودُموعُه تسيل على لحيته، فقال النبي  لعباس بن عبد المطلب: (يا عباس، ألا تَعجب من حب مُغيث بريرة، ومن بغض بريرة مغيثًا). فقال النبي : (لو راجعته). قالت: يا رسول الله، تأمرني؟ قال: (إنما أنا أشفع). قالت: لا حاجة لي فيه.

عن عبد الملك بن مروان قال: كنت أجالس بريرة بالمدينة قبل أنْ ألي هذا الأمـر، فـكانـت تقـول: يـا عبـد المـلك، إنـي لأرى فيـك خـصـالاً، وخـليـق أن تَلِـيَ أمـر هـذه الأمـة، فـإن ولَّيتـه فاحـذر الدمـاء؛ فإنـي سمعـت رسـول الله  يقـول: (إن الرجـل ليُدفـع عـن بـاب الجنـة أن ينظـر إليهـا علـى مـحجمـة مـن دم يُريقـه مـن مسلـم بغيـر حق).

وفاتها
تـوفيـت الـصحابيـة الجـليلـة فـي زمـن خـلافة يـزيد بـن معـاويـة، كـما جـاء ذكـر ذلـك فـي الطبقات لابن سعد والمستدرك والاستيعاب وأسد الغابة وأعلام النساء. فرضي الله عن بريرة، وأدخلها فسيح جناته.

bottom of page