top of page

الملائكة حملة العرش

الملائكة هم من خلق الله عزوجل، خلقهم الله من نور، وجعلهم مُسخَّرين، فهم عبادٌ مكرمون، لا يعصون أوامر الله عزّ وجل ويفعلون ما يؤمرون به، وتميزوا بقدرتهم على التصور في صور البشر، وبقوتهم، فقوة الملائكة عظيمة جداً، ومثال على ذلك قوة جبريل -عليه السلام- حينما اقتلع جبال قوم لوط دفعة واحدة.

ولم يتم وصفهم بالذكورة ولا بالأنوثة، وأيضًا هم ليسوا كالبشر فهم لا يأكلون ولا يشربون، ولا يتعبون ولا يتناكحون، ولا يعلم عددهم إلا الله تعالى.

ويُعتبر الإيمان بالملائكة من أركان الإيمان، وقد ذُكر ذلك في القرآن: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا}(سورة النساء، 136)

وقد كلَّفهم الله تعالى بمهام وأعمال وسيَّرهم للقيام بها ومن الملائكة (حملة العرش). 

ذكرهم في القرآن الكريم 
تبيَّن في الكتاب والسنة أنّ لعرش الرحمن حملةٌ يحملونه، و جاء ذكرهم في القرآن الكريم في قوله تعالى: {الّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْما فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}.


وفي قوله تعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ }، وهذه الآيات تدل على أنَّ حملة عرش الرحمن عددهم ثمانية، وكما ذكر ابن تيمية فقد أوكلهم الله تعالى مهمة حمل عرشه عز وجل يوم القيامة.

صفات الملائكة حملة عرش الرحمن الخَلقية
ذكرت بعض الأحاديث النبوية الشريفة صفات الملائكة حملة العرش، وذلك في قوله : (أُذِنَ لي أن أُحَدِّثَ عن ملكٍ من حملةِ العرشِ ما بين شحمةِ أذنِه إلى عاتقِه مسيرةَ سبعمائةِ عامٍ)، وفي حديث آخر: (أُذِن لي أن أُحدِّثَ عن مَلَكٍ قد مرَقَت رِجلاه الأرضَ السَّابعةَ والعرشُ على مَنْكِبِه، وهو يقولُ سُبحانَك أين كُنْتُ وأين تكونُ).

صفات حملة عرش الرحمن الخُلقية
تميز حملة عرش الرحمن، بكثرة الذكر والتسبيح، وبيَّن الله تعالى ذلك من خلال قوله تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ}.

وأيضًا تميزوا بكثرة الاستغفار، فحملة عرش الرحمن يقومون بالاستغفار للمؤمنين ويختصون بالتائبين منهم، فيدعون الله عزَّ و جل أن يَكشِف عنهم عذاب جهنم، وأن يدخلهم جنة النعيم، وأيضًا يدعون ربهم أن يحفظهم من فعل الذنوب والخطايا، وذُكر ذلك في قوله تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ*رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ*وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}(سورة غافر،الآية 7).

bottom of page