top of page

المُثََنََّى بنُ حارثة

نسبه
الـمثنى بـن حـارثة بن سلمة بن ضمضم بن سعد بن مرة بن ذهل بن شيبان الربعي الشيباني.

حياته في الجاهلية 
كـان الـمشهور عـن المثنى بن حارثة أنه من أشرافِ قبيلتهِ، وشيخُ حربِها، تميز بإتزانه ورجاحةِ عقلِهِ وحنكته في المعارك.

وفي الجاهلية أغار المثنى بـن حارثة الشيباني، علـى بنـي تغلـب، وهـم عنـد الفـرات، فنـال منـهم، فَقَتَـلَ مـنهم كثير، وغـرق منهـم نـاسٌ كثيـر في الفرات، وأخذ أموالَهم وقسمها بين أصحابهِ.

قصةُ اسلامه
المثنى بن حارثة،كانت كنيته (قاهر الفرس)، أسلم سنة تسع للهجرة، حيث أتى مع وفد من قومه وكان مشهور في فتوحات العراق وفارس، وظهرت إدارته المتميزة وشجاعته في المعارك.

عُرف بحُسنُ إدارتهِ الشديدة للمعارك
فقد ولاه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- القيادة في معركة البويب أو (يوم الأعشار)، وهي أول معركة بين المسلمين والفرس، وقبل تلك المعركة كان المسلمون قد هُزموا على يد الفرس، ثم دعا أمير المؤمنين عمر الناس للقتال مجددًا فتثاقلوا، فقرر أن يذهب بنفسه للقتال، فشجع ذلك الناس وأتى إلى سيدنا عمر قبائل من الأزد، يطلبون أن يذهبوا للجهاد في الشام لكن أمير المؤمنين طلب منهم الجهاد في العراق فوافقوا.

وكان المثني لا يتوانى عن ترغيب الناس ودعوتهم للجهاد، ولما اكتمل عدد جيش المسلمين عيَّن أمير المؤمنين عمر المثنى بن حارثة قائدًا للجيش، فتحرك المثنى بالجيش حتى وصلوا لمكان المعركة في العراق ويدعى البويب، وكان الجيشين على ضفتي نهر الفرات، و قائدُ جيش الفرس يدعى مهران الهمداني، أرسل إلى المثنى رسالة يقول فيها: (إما أن تعبروا إلينا أو نعبر إليكم )، فرد عليه المثنى (أن اعبروا أنتم) وقد كانت هذه المعركة في الرابع عشر من شهر رمضان عام 14هـ، وقد أمر المثنى جيشه أن يفطر حتى يَقوى على القتال، و عيَّن على كل قبيلة من القبائل المحاربة رايةً; حتى يعرف من أين يخترق الفرس صفوف المسلمين، واستمر المثنى بتشجيع المسلمين على الصمود في وجه الفرس، وكان يرفع صوته بالتكبير ليُشجِّع الجنود، وكان يرفع صوته بالدعاء إلى الله في المعركة، وقد كان يشارك الجنود في كل ما يقومون به، وهو قائدهم حتى يشجعهم على القتال.

ولما اشتدت المعركة اختار مجموعة من المجاهدين المسلمين، وهجم بهم على الفرس وقد استُشهد أخوه مسعود بن حارثة، وكان من قادة المسلمين وشجعانهم فقال المثنى: يا معشر المسلمين لا يُرعكُم أخي؛ فإن مصارع خياركم هكذا، فنشط المسلمون للقتال، حتى هَزَم الله الفرس.

وتمكن أحد المسلمين من قَتْل مهران قائد الفرس، فضعفت صفوف الفرس، وفروا هاربين، فلَحِقَهم المثنى على الجسر، وقتل أعدادًا كبيرة منهم، وقـد أُطلـق علـى هذه المعركة (يوم الأعشار); لأنـه وُجِـد مـن الـمسلميـن مائـة رجل قتل كل منهم عشرةً من الفرس.

وفاته
خرج المثنى ليقاتل الفرس ب (قس الناطف)، وكان عمر بن الخطاب قد أرسل أبا عبيد بن مسعود الثقفي في جيشٍ إلى المثنى، فاستقبله المثنى واجتمعوا، ولقوا الفرس واقتتلوا، فاستُشهِد أبو عبيد، وجُرِحَ المثنى فمات من جراحته قبل معركة القادسية، -رضي الله عنهما-.

bottom of page