top of page

الماوردي

نسبه 
علي بن محمد بن حبيب البصري الماوردي، كنيته أبو الحسن، واشتهر بالماوردي، نسبة إلى صناعة ماء الورد وبيعه الذي اشتُهرت به أُسرته، كان الماوردي ذا خلق رفيع، حسنَ المعاملة، وُلِد بالبصرة سنة 364 هـ، وتوفي سنة 450 هـ، عن 86 عاما ودُفن ببغداد. 

هو فـقيه وإمـام مجتهـد، صـاحـب الـتـصـانـيف الكثيـرة، الفقيـه الحـافـظ، اشتغـل بالتدريس والتصنيف فـي المذهـب الشافـعي،وكان أكبـر قُضاة آخر الدولة العباسية, فوصل إلى منصب أقضى القضاة في سنة 429 هـ، وهو من أكبر فقهاء الشافعية، والذي ألّف في فقه الشافعية موسوعته الضـخمة فـي أكـثر مـن 20 جزءاً، أسـلوبه في التأليف يتميـز بالـوضوح، ينـتقي ألفـاظه ومـعانيه ويؤلف بينها.

تفـقَّه علـى يـد القـاضي أبـي القـاسم الصـيمري بالبـصرة، ثـم رحـل بعـد وفـاته إلـى بغـداد، ودرس عـلى إمـامها الكبـير أبـي حامـد الأسفرايـني المتـوفى 406 هـ، وصـار مـن تلامـيذه. 


تـأثَّر بـالإمـام أبـي محـمد اليـافي الـذي كـان مـن أعـلم أهـل زمـانه بالنحو والأدب، فصـيح اللسان، بلـيغ الكـلام، حسـن المحـاضرة، واسـتفاد منه كثيراً.

وقد ألَّف في عـلوم مخـتلفة، واعـتنى بالفقه، ومـن كتبـه الفقـهيـة (الإقناع)، (والأحكام السلطانية)، (والحاوي)، (وقوانين الوزارة)، (تسهيل النظر وتعجيل الظفر).

نشأ الماوردي، مُعاصرًا خليفتين من أطول الخلفاء بقاءاً في الحكم، الخليفة العباسي القادر بالله، وابنه القائم بأمر الله، وكان ذا عـلاقات مـع رجـال الـدولة، وسفيـرًا للعـباسيين لـدى بني بويه والسلاجقة، وبسبب علاقـاته هـذه يُرجـح البـعض كثـرة كتابته.

وقد طـلب الخلـيفة القـادر بالله مـن كبـار علـماء المـذاهب الأربعة أن يؤلـف كـل منـهم مختـصراً في مذهـبه، فـألف الماوردي (الإقناع) في أربعـين ورقـة مختـصراً فيـه الفقه الشـافعي مـع بعض اجتـهاداته الخـاصة، وكان مـوضع ثـقة العلماء وتـقديرهم، وأثنى عليه الخـليفة القـادر، وهو يشـتمل على الأحكام الفـقهية مـجردة من الدليل.

ألـَّف المـاوردي كـتـاب (الأحكام السلطانية والولايات الدينية) بناءً  على طـلب الخليفة، ويتضمَّن أصـول التنـظيم السيـاسي والإداري والمـالي والحربي والاجتمـاعي للـدولة الإسـلامية فـي عصر الماوردي، واعـتمد فيـه على الأدلـة من الكتـاب والسنـة.

أمـا كتـابه (الحـاوي الكبـير)، فـهو شـرح مخـتصر المـزني، ويـقع فـي أربعـة آلاف ورقـة، بَسَـط فـيه الفـقـه الشـافـعي، وعـرض فـقه الصـحابة والتـابـعين، وفقه أئمـة المـذاهـب - عدا المـذهب الحـنـبلي - مع الأدلـة والتـرجـيح، ويتضـمن مـوضـوعات الـفــقه الإسـلامي بـدءاً بكـتـاب الطــهـارة، وانتـهاءاً بكتـاب العتق، وقال عنـه ابـن خلـكان:(لـم يطـالعه أحـد إلا شـهد له بالتـبحر، والمعرفة التامة    في المذهب).

ويتـضمن كتـابه(قوانين الوزارة)، القوانين الـتي تحـكم الوزارة والوزراء، وطبـيعة منـصب الوزير، والمبادئ الـتي على الـوزراء الالـتزام بها. وكتابه(تسهيل النـظر وتـعـجيل الـظـفر)، يـتضـمن الكلام فـي أصـول الأخـلاق مـن الناحـيةالنظـرية، وسيـاسة الملك وقواعده.

bottom of page