top of page

الخيزران بنت عطاء

الخيزران بنت عطاء، وهي زوجة الخليفة العباسي المهدي، ووالدة الخليفة هارون الرشيد والخليفة الهادي، والخيزران هي جارية عربية أسُتقدمت من اليمن، اشتراها الخليفة المهدي وأعتقها وتزوجها، واصطحبها معه إلى بلاد العجم، وكان طبيبها الحكيم عبد الله الطيفوري، ولم تلد مرأة خليفتين غيرها، سوى ولادة أم الوليد وسليمان إبني عبد الملك بن مروان.

لُقِّبت بـ (أم الخلافة العباسية) لأنَّ من نسلها جاء كل الخلفاء العباسيين.. عُرِفت بقوة شخصيتها وتميّزت بالذكاء الحاد والسطوة وكان لها أثر كبير في الحكم بعد وفاة زوجها الخليفة المهدي.

علمها
تعلمت في بيت الخلافة علوم القرآن والحديث، وروت الخيزران عن زوجها المهدي حديثاً مسنداً عن النبي محمد حيث قالت: حدثني أمير المؤمنين المهدي عن أبيه عن جده عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله : (من أتقى الله وَقَاه من كل شيء).

تعلَّمت الخيزران في بيت الخلافة علوم القرآن والحديث، وفي شهر رمضان سنة 161 هجرية، ذهبت إلى مكة المكرمة، واشترت الدار المعروفة باسمها، وأضافتها إلى المسجد الحرام، وأقامت فيه حتى موسم الحج، وقد شعر الخليفة المهدي بالضِّيق لفراقها، فكتب إليها مع الحجاج أبياتاً من الشعر عبر فيها عن اشتياقه إليها.

وكانت الخيزران تحرص على رعاية العلماء وتشجيعهم، وتصلهم بالعطايا والهِبَات، فضلاً عن تمتعها بقوة الشخصية، وكان لها رأي وتدبير في أمور الرعية، وسطوة على كبار الشخصيات في قصر زوجها الخليفة، ونجحت في إقناعه بتعيين ولديها كَوَرِيثين شرعيين له، واستبعاد أبناء النساء الأخريات، ومن بين المبعدين كان أبناؤه من ابنة عمه الخليفة أبي العباس، أول خلفاء بني العباس، ومؤسس الخلافة العباسية.

وفاتها
توفيت (الخيزران) ليله الجمعة سنة 173هـ. وقد صلى عليها الرشيد، وعندما خرج وضع له كرسي ليجلس عليه، فدعا الفضل بن الربيع ودفع إليه الخاتم قائلا: كنت أهمُّ أن أوليك فتمنعي أمي فأُطيعها.

bottom of page