top of page

الأحنفُُ بن قيس

نسبه
الأحنف بن قيس هو الضحاك وقيل صخرٌ بن معاوية بن قيس بن حُصين وينتهي نسبه إلى قبيلة تميمٍ إحدى أشهر القبائل العربيّة، والأحنف هو لقبٌ له ومأخوذٌ من كلمة الحَنَفّ أي الميل والإعوجاج في الساقيّن ولُقّب بذلك لِحَنَفٍ في رجليّه، وكنيته أبو بحرٍ أحد سادات قبيلة تميمٍ وأحد دهاة العرب.

إسلامه
أسلم في عهد النبيّ  لكنه لم يفدْ عليه ولم يره قطّ، وقد قَدِم إلى المدينة المنورة في جماعةٍ من أهل الكوفة والبصّرة في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، بذلك فالأحنف بن قيسٍ يُعتبر من التابعين لعدم رؤيته للنبي  وقد دعا له الرسول  بالمغفرة فقال (اللهم اغفر للأحنف فكان الأحنف يقول فما شيء أرجى عندي من ذلك).

مناقبه
اشتُهر الأحنف بكثرة الصيام والصلاة وخاصّةً قيام الليل وهذا ما أثبته كلٌّ من ابن الأثير وابن الجوزيّ.

رجاحة العقل والتفكير وتتعدد الأخبار في ذلك وإحداها أنّه شهد على قتلٍ بالخطأ ومطلب أهل القتيل بديتيّن بدلًا من واحدةٍ؛ فوافقهم على طلبهم ثم ما لبث أنّ قال: إنّ الله أمر بديّةٍ واحدةٍ وكذلك رسوله وكذلك سُنة العرب في هذا الأمر، وأنكم اليوم أهل الدِّية وطالبُها، أخشى أنّ تدور الأيام وتكونوا أنتم المُطالبين؛ فلا يقبل منكم الطرف الآخر إلى ما سننتُم به، حينها تراجعوا وقبلوا بدِيّةٍ واحدةٍ.

الحلم والأناة
وقد ورد في ذلك العديد من الأخبار والمواقف والأقوال التي خلّدت اسمه إلى اليوم وإحداها أنّ رجلًا قال له وهو يخاصمه لئن قُلتَ كلمةً واحدةً لرددت عليك بها عشّرًا؛ فقال له الأحنف: ولئن قُلتَ لي عشّرًا لم أردد عليكَ بكلمةٍ واحدةٍ، وأيضًا عندما توجّه رجلٌ إليه بسؤالٍ: كيف أصبحت سيد قومك وأنت تعاني من هذا الحَنَف في رِجليك؛ فأجابه: تركتُ ما لا يعنيني كما عانك من أمري ما لا يُعنيك.

السـؤدد والمكانة العالية
وقد ثَبُت له ذلك في حياته ومماته ومن إحدى المواقف الـتي تؤكد ذلك معاتبة معاوية بن أبي سفيان للأحـنف نظرًا لموقفه المسـاند لعـليّ بن أبي طـالب -رضـي الله عنهـما- وناداه يـا أحنـف؛ فأجـابه الأحـنف جـوابًا حـادًّا وناداه بيا معـاوية وكـانـت ابـنة مـعاوية تسّتـمع إلـى الحديث الجاري بينهما وتعجّبت من هذا الرجل الذي يُجيب الخليفة بهذا الأسلوب؛ فقال معاوية مقولته الشهيرة: هذا الذي إذا غضِب لغضبه مائة ألف فارسٍ من بني تميمٍ لا يسألونه فيما غَضِب. 

وفاته
مات الأحنف سنة 67 هـ وقيل: مات في إمرة مصعب بن الزبير على العراق.

bottom of page