top of page

ابن رضوان المصري

تعريف به

أبو الحسن بن رضوان بن علي بن جعفر، وُلِدَ بالجيزة في مصر، وبها نشأ ونبغ وتصدَّر الطب إلى أن مات في سنة 453هـ -1061م.

عاش ابن رضوان في حكم الدولة العبيدية (الفاطمية)، وبلغ من نبوغه في الطب أن صار رئيس الأطباء للحاكم  صاحب مصر.

وقصةُ النبوغ المختلفة لابن رضوان هي ما كان من معلم جلس إليه صغيرًا ليتعلَّم الطب، فكان المعلم يقرأ من الكتاب دون أن يفسِّر ويُعَلِّقَ على ما يقرؤه؛ فانصرف عن الجلوس للشيوخ، وأكبَّ على كتب الطب يلتهمها التهامًا، ومن هذه الحصيلة العلمية النظرية، ومن مشاهداته العملية تَكَوَّن الطبيب النابغة أبو الحسن علي بن رضوان. 

إنجازاته الطبية
كان أبو الحسن علي بن رضوان يَبذل جهدًا عظيمًا في محاولته لتشخيص العلَّة عند المريض، ونهج منهجًا رائعًا في فحص المريض، يدلُّ على طول باعِه في ميدان العلوم الطبية، وقد اندهش أطباء العصر الحديث من الطريقة التي سلكها ابن رضوان في فحصه لجسم العليل؛ حيث أن طريقته التي كان يُطبقها لا تختلف كثيرًا عن الفحص الإكلينيكي المتَّبع في هذه الأيام.

وكُتبه في علم الطب لا تحتوي فقط على العلوم والمعارف الطبية، بل زخرت بالجانب التربوي والأخلاقي، ففي أبرز مؤلفاته (النافع في كيفية تعليم صناعة الطب) يتحدَّث عن طريقة تعليم الطب بالنسبة للمتعلِّم، ثم الصفات الواجب توافرها في التلميذ الراغب في دراسة الطب، وعلامات كفاءة الممارس في صناعة الطب.

مؤلفاته
شرح كتاب العرق لجالينوس.
شرح كتاب الصناعة الصغيرة لجالينوس.
شرح كـتاب النـبض الصـغير لجالينوس.
شـرح كـتاب جاليـنوس إلى أغلـوقن فـي التـأني   لشـفاء الأمراض.
شرح كتاب الأسطقسات لجالينوس.
شرح بعض كتاب المزاج لجالينوس.
كتاب الأصول في الطب.
رسالة في علاج الجذام.
كتاب تتـبع مسائل حنين.
تفـسير ناموس الطب لأبقراط.
تفسير وصية أبقراط المعروفة بترتيب الطب.
كلام في الأدوية المسهلة.
كـتـاب فـي عـمـل الأشـربـة والمعاجـين. 

يقول عن نفسه (باختصار): (أتصرَّف في كل يوم في صناعتي بمقدار ما يُغني، ومن الرياضة التي تحفظ صحة البدن، وأغتذي بعد الاستراحة من الرياضة غذاء أقصد به حفظ الصحة، وأجتهد في التواضع والمداراة وغياث الملهوف، وأنفق على صحة بدني، وعمارة منزلي نفقة لا تبلغ التبذير، ولا تنحط إلى التقتير، وأتفقد آلات منزلي فما يحتاج إلى إصلاح أصلحته، وأُعِدُّ في منزلي ما يحتاج إليه من الطعام والشراب والثياب، فـما فضل بعـد ذلـك له أنفـقته فـي وجـوه الخــير، وأُنَظِّف وأُزَيِّـن ثيـابي، وأَلْزَم الصـمـت وكـفّ اللسـان عـن مـعايب النـاس، وأجـتهد أن لا أتـكلم إلاَّ بـما ينـبغي، وأتـوقى الأيمان ومثـالب الآراء، فأحذر العُجْب وحُــبَّ الغـلبة، وإن دهـمني أمر فادح أسلمتُ فيه إلـى الله تعـالى، وقابـلته بمـا يوجبه التعقُّل من غير جـبن ولا تهوُّر، ومـا بقي من يـومي بـعد فـراغي مـن رياضتي صرته في عبادة الله سـبحانه بـأن أتـنزه بالـنظر في ملكوت السموات والأرض، وتمجيد محكمها).

bottom of page