top of page

ابن الرطبي

تعريف به

أحـمـد بـن سـلامة بــن عبــيد الله البـجلي، المـعروف بـ (ابن الرطبي)، ولـد في (كرخ جدان) بنواحي(خانقين) -مـدينة تقـع ضـمن محـافظة ديـالى فـي العـراق- في سـنة460 هـ.

حياته
نشأ في أسرة محبة للعلم والعلماء، دفعته وهو في سنٍّ مبكرة إلى تلقِّي العلم على أيدي كبار شيوخ وأئمة عصره، سواء في مسقط رأسه أو بغداد أو أصبهان.
تلقى القاضي ابن الرطبي جزءاً كبيراً من تعليمه في بغداد، ودرس علوم الفقه على أيدي كبار الأئمة أمثال أبو نصر بن الصباغ، والشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وقاضي القضاة محمد بن علي الدامغان، وقد برع في المذاهب الإسلامية وغوامضها، وسمع حديث النبي  من أبي القاسم بن البسري، وأبي نصر الزينبي وغيرهما من علماء الحديث.

بعد أن قضى ابن الرطبي فترةً طويلةً في بغداد، رحل إلى مدينة أصبهان ليواصل طلب العلم، حيث قرأ على محمد بن ثابت الخجندي، ثم رجع إلى بغداد مرة أخرى، وصار من كبار أئمتها وعلمائها، وكان يُشار إليه في علم النظر والتحقيق، وحظي بشهرة واسعة امتدت إلى مختلف البلدان الإسلامية، الأمر الذي جعل طلاب العلم من شتى بقاع الأرض يُقبلون عليه للتعلم على يديه، وكان له دور كبير في نشر العلم بين الناس، كما كانت له مشاركات إيجابية في العديد من القضايا والأحداث. 

عمله
بدأ مشوار ابن الرطبي مع القضاء عندما استخلفه قاضي القضاة محمد بن علي الدامغان على قضاء الحريم، ثم تولى الحسبة ببغداد بعد وفاة أخيه أبي محمد عبدالله ثم استنابه قاضي القضاة، وجرت أموره في ذلك على السداد، حيث عُرف بالعدل والنزاهة، وكان يحرص على إقامة العدل بين الناس، وإنصاف المظلوم والقصاص من الظالم، وإعطاء كل ذي حق حقه، حتى اشتهر بين الناس بـ (نصير المظلومين).

يقول الصفدي صاحب كتاب (الوافي بالوفيات): كان القاضي ابن الرطبي كثير الفضل وافر العقل حسن السمت، وهو أحد من يضرب به المثل في الخلاف والنظر.

وفاته
تـوفي ابن الرطبي في أول رجب سنة 527 هـ، ودفن عند أبي إسحاق بباب ابرز، وقال موسى ابن غريب التبريزي، صاحب القاضي ابن الرطبي: دخلت عليه وهو في الموت وهو يأمر بتجهيزه وتكفينه وموضع دفنه وما على قلبه من مزعج، كأنه ينتقل من دار إلى دار.

bottom of page