top of page

ابن الجوزي

نسبه
جـمـال الـديـن أبـو الـفـرج عـبـد الـرحمـن بـن عـلـي بـن مـحمـد بـن عـلـي بـن عـبيـد الله بن عـبـد الله بـن حـمـادى بـن أحـمـد بـن مـحمـد بـن جـعفـر الجـوزي بن عـبـد الله بـن القـاسـم بن الـنضـر بـن الـقاسـم بـن مـحمـد بـن عـبـد الله بـن عـبـد الـرحمـن بـن الـقاسـم بـن مـحمـد بـن أبـي بـكـر الـصديق، القرشي التيمي الحنبلي.

عُـرف بـابـن الجـوزي لـشجـرة جـوز كـانـت فـي داره بـبـلـدة واسط، ولـم تـكـن بالـبلـدة شـجـرة جـوز سِـواهـا، وقِـيل: نـسبةً إلـى (فـرضـة الـجوز) وهـي مـرفأ نهر البصرة. 

حياته
كـان أهـلُـه تُجَّارًا فـي الـنحـاس، تـوفـي والـده عـلي بـن مـحمـد ولـه مـن الـعمـر ثـلاث سـنيـن، وعـلـى الـرغـم مـن فِـراق والـده فـي طـفـولتـه فـقـد سـاعَدَته ثـروة أبـيـه المـوسـرة فـي تـوجُّهـه لـطـلب العـلـم وتـفرُّغـه لـه، فـقـد تـرك لـه مـن الأمـوال الـشـيء الكـثيـر، وقـد بـين أنـه نشـأ فـي النعـيم، بقـولـه فـي صيـد الخـاطر: 

فـمن أَلَـف الـترف فيـنبغي أن يتـلطَّف بنفـسه إذا أمكنـه، وقـد عرفـت هـذا من نفـسـي، فإنـي ربيـت فـي تـرف، فلـما ابتـدأت فـي التقـلل وهجـر المشتـهى أثـر معـي مـرضًـا قطعـني عـن كـثيـر مـن التعـبد، حتـى أنـي قـرأت فـي أيـام كـل يـوم خـمسـة أجـزاء مـن القـرآن، فتنـاولت يـومًا مـا لا يصـلـح فـلـم أقـدر فـي ذلـك الـيوم عـلى قـراءتـهـا، فـقلـت: إنّ لـقمـة تـؤثـر قـراءة خـمسـة أجـزاء بـكـل حـرف عـشـر حسنـات، إنّ تنـاولها لطـاعـة عظـيمـة، وإن مطـعمًـا يؤذي البـدن فيفـوته فعـل خيـر ينـبغي أن يـهـجـر، فـالعاقـل يـعطي بـدنـه مـن الغـذاء مـا يوافـقه. 

عـاش ابـن الجـوزي مـنذ طفـولتـه ورعـاً زاهـداً، لا يـحـب مخـالطـة الـنـاس خوفـاً مـن ضـيـاع الـوقـت، ووقـوع الـهـفـوات، فصـان بـذلـك نفـسـه وروحـه ووقـتـه، فقـال فـيـه الإمـام ابن كـثـير عـنـد ترجـمتـه لـه: (وكـان -وهـو صـبي- ديـّناً منـجـمعاً عـلى نفـسه لا يخـالط أحـداً ولا يـأكـل مـا فـيه شُبـهة، ولا يـخـرج مـن بـيته إلا للـجـمـعـة، وكـان لا يـلـعب مـع الصـبـيـان). قــال ابـن الجـوزي واصـفاً نـفـسـه في صغره: 
كـنت فـي زمـان الصـبا آخـذ مـعـي أرغـفـة يابـسـة فـأخـرج فـي طـلـب الحـديـث، وأقـعد عـلى نـهـر عيـسـى، فـلا أقـدر عـلى أكـلـها إلا عنـد الماء، فكـلما أكلـتُ لُقـمة شـربـت علـيها شـربة، وعـيـن هـمتـي لا تـرى إلا لـذة تحصـيـل الـعلـم. 

وقد كـان لأبن الجوري دورٌ كـبـيرٌ و مـشاركـةٌ فـعـالـةٌ فـي الخــدمـات الاجـتمـاعية، وقـد بنـى مـدرسة بدرب دينار وأسس فيها مكتبة كبيرة ووقف عليها كتبه وكان يُدرَّس أيضا بعدة مدارس ببغداد.

bottom of page