top of page

ابن إياس

تعريف به

مـحمـد بـن شـهـاب الـديـن بـن أحمـد بـن إيـاس الحنـفي، كنـيته أبـو البركـات، ينـتـمي إلـى أسـرة مملوكيـة فجدُّه الأكبر الأمير عز الدين ازدمر العمري. 

حياته
تـقـلَّد جَـدُّه منـاصـب كـثـيـرة وكـان أمـيـراً عــلــى حلب، ونـائبًا للسـلـطـان المـمـلـوكي، وتـولى طرابلس وصفد.


أنجب الأمير أزدمر ابنه الفخري إياس، وجعله السلطان الظاهر برقوق ضمن مماليكه، وتولى الداودارية للسلطان الناصر بن برقوق.

وأنجب الفخري إياس ابنه شهاب الدين احمد، وكان من مشاهير (أولاد الناس)، والمقصود به الأبناء الأحرار للأمراء المماليك الذين ينتظمون في سلك الجندية مقابل أن تعطيهم الدولة إقطاعات أي أراض زراعية.


ولد ابن إياس سنة 855 هـ - 1448م، وتوفي 930 هـ - 1523م عن 75 عاماً، ولم يتزوج، وتفرَّغ للتاريخ والقراءة والدراسة والكتابة، وأعانه على التفرغ للتاريخ، أنه ورث إقطاعاً زراعياً يُدرُّ عليه دخلاً كبيراً، وصادر الغوري في سنة 1914م كل الإقطاعيات الممنوحة لأولاد الناس، ومنهم ابن إياس، وأعطاها لمماليكه، وتمكَّن ابن إياس في العام الثاني من مقابلة السلطان الغوري وشكا إليه حاله، فأمر السلطان بإعادة إقطاعه إليها.

وقد عاصر ابن إياس الفقيه العلامة جلال الدين السيوطي وكان شيخه، واعتمد ابن إياس على كتابين له في التأريخ وهما (حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة)، و(نظم العقبان في أعيان الأعيان).

وبدأ ابن إياس كتابة تاريخه الأشهر (بدائع الزهور) سنة 901 هـ، وفرغ منه سنة 928هـ، ومات بعدها بعامين، ففي عام سنة 901 هـ كانت بداية الاضطراب في الدولة المملوكية، بعد وفاة السلطان قايتباي أعظم سلاطين المماليك، وكان ابن إياس يدوِّن ملاحظات عن مشاهداته لعصر السلطان قايتباي، الذي عاصره وهو في العشرين من عمره.

ويقع تاريخ ابن اياس (بدائع الزهور) في ستة مجلدات، في الأجزاء الثلاثة الأول منه نقل فيه عن مؤلفين سابقين، وهو التاريخ الذي لم يشهده، وكان ينقل بإيجاز عنهم، وبدأ بالتعريف بمصر ومدنها وفضائلها ودخولها في الإسلام وتاريخ المسلمين من الخلفاء الراشدين وغيرهم إلى أن وصل إلى تاريخ الدولة المملوكية قبل عصر السلطان قايتباي أي سنة 872هـ، وكـان يقـوم بتـلخيـص الروايـات عـن أكثـر مـن مـؤرِّخ، وكتـب مـا يـراه ومـا يسمعـه فـكـان فيـه شاهـداً علـى عصـره، وانتهى حتى سلطنة الظاهر ، الذي تولى الحكم في مصر 58 يومًا فقط، وتولى مكانه السلطان قايتباي سنة 872 هـ. 

نظم ابن إياس الشعر، وكتب قصيدة جميلة ومؤثرة يؤرخ فيها للغزو العثماني لمصر عام 1517م الذي أنهى العصر المملوكي.

bottom of page