top of page

إسماعيل بن حماد الجوهري

تعريف به

إسماعيل بن حمَّاد الجوهري التركي الأُترَارِيُّ. 

دخل الجوهري العراقَ، فقرأ علم العربية على شَيْخَيْ زمانه ونورِ عين أوانه: أبي علي الفارسي وأبي سعيد السيرافي، وسافر إلى أرض الحجاز، وشافه باللغة العرب العاربة، وقد ذكر هو ذلك في مقدمة كتاب الصحاح من تصنيفه، ثم هو قد اخترق البدو والحضر، وطوَّف بلاد ربيعة ومضر، وأجهد نفسه في الطلب.

ولما قضى وطره من الطواف وقطع الآفاق والأخذ عن علماء الشام والعراق، عاد راجعًا إلى خراسان، وتطرَّف الدَّامَغان، فأنزله أبو علي الحسين بن علي -وهو من أعيان الكُتَّاب وأفراد الفضلاء- عنده، وبالغ في إكرام مثواه جهده، وأخذ من أدبه وخطِّه حظَّه، ثم سرحه إلى نيسابور، فلم يزل مقيمًا بها على التدريس والتأليف وتعليم الخط الأنيق، وكتابة المصاحف والدفاتر، حتى بدأ طريقه بآثار جميلة وأخبار حميدة.

صفاته
كان الجوهري يحب الأسفار، ويؤثر الغربة على الوطن، وهو من أعاجيب الزمان ذكاءً وفـطنةً وعـلمًا، وكـان ممـن آتـاه الله قـوةً وبصيرة، وحـسن سـريرة وسـيرة؛ وقـد وصـفه الذهـبي بقـوله: (وكـان مـن أذكـياء العالم)، وبمـثل هـذا أيـضًا ابـن حـجر، وقـد بـرع فـي علـم اللـغة والأدب، حـتى صـار أحـد مـن يضـرب بـه المثـل فـي ضـبط اللـغة.

ولـم يقِـف نبـوغ الجوهـري عنـد حـدِّ علـوم اللـغة وآدابهـا فـقط، بـل إنـه تطـرق أيضًا إلـى فـنون وعلوم أخرى، كـان أبـرزها هـنا مـا كـان مـن جودة خطِّه وحسنه وجماله، حتى صار في ذلك أيضًا مضرب المثل، وحتى عُدَّ في الخط المنسوب مع ابن مُقْلة (هو محمد بن علي بن حسن ابن مقلة الوزير الشاعر الذي ضُرِب بحسن خطِّه المثل)، وابن البوَّاب (هو علي بن هلال المعروف بابن البواب)، ومهلهل، واليزيدي، فلا يكاد يُفرَّق بينه وبين خط أبي عبد الله ابن مقلة. 

مؤلفاته
غيـر الصحـاح الـذي يقـع فـي جزأين، والذي لولاه لكفى، فإن للجوهري مؤلفات أخرى مفيدة، فله كتابٌ في (العروض) وهو كتاب جيد، سمَّاه (عروض الورقة)، وله كتاب المقدمة في النحو.


وفاته
فـي وفـاة الـجوهري وردت قـصة غريبـة، إلا أن المـصادر الـتاريخية تـكاد تُجـمع علـيها، وهي أنه صـنع جنـاحين مـن خـشبٍ وربطـهما بحبـل، ثم انتـقل إلـى الجامـع القـديم بنيسابور، فصعد إلى سطحه وقال: أيها الناس، إني عملتُ في الدنيا شيئًا لم أُسْبَق إليه، فسأعمل للآخرة أمرًا لم أسبق إليه، وضمَّ إلى جنبيه مصراعي بابٍ وسَّطَهما بحبلٍ، وصعد مكانًا عاليًا من الجامع، وزعم أنه يطير فوقع فمات، وكان ذلك  في سنة396هــ.

bottom of page