top of page

أبو العباس القلقشندي

تعريف به

أبو العباس القلقشندي، قاض وأديب وعالم موسوعي، صاحب موسوعة (صبح الأعشى)، في أواخر عصر دولة المماليك البحرية، وأوائل عصر دولة المماليك الشراكسة، في القرنين الثامن والتاسع الهجريين، عاش في مصر مجموعة من العلماء الأعلام من أصحاب المؤلفات الفذة من بينهم أحمد بن علي القلقشندي، القاضي أبو العباس شهاب الدين أحمد بن علي بن أحمد القلقشندي الفزاري نسبة إلى قبيلة فزارة الغطفانية العربية، ولد في قرية قلقشندة بمحافظة القليوبية سنة 756 هـ - 1355م، وتوفي في عام 1418م، ينتمي لأسرة من أصول عربية هاجرت إلى مصر واستقرت بها ضمن العديد من الهجرات العربية، درس بالقاهرة مبادئ العلوم وحفظ القرآن الكريم، قبل أن ينتقل إلى الإسكندرية للتحصيل، فسمع الحديث الشريف على شيوخها ودرس النحو والأدب، فأُجيز بالإفتاء ورواية الحديث الشريف. 

كان القلقشندي مُلماً بعلوم كثيرة، متقناً للفقه والحديث، بارعاً في علوم العربية، عارفاً بالفرائض وعلم الرياضة والطبيعة، متبحراً في التاريخ والجغرافيا أديباً كبيراً شاعراً ناثراً، لفتت براعته في الكتابة والإنشاء أنظار رجال البلاط، فالتحق للعمل في ديوان الإنشاء سنة 791 هـ في عهد السلطان الظاهر برقوق، وهو ديوان لا يعمل فيه إلا العارف بشؤون الحكم والسياسة الداخلية والخارجية وسير العلاقات بين مصر وباقي الأمم، ومكث فيه أعواماً وأثناءها خطرت له فكرة وضع مؤلفه الكبير (صبح الأعشى في صناعة الإنشاء).

اشتغل القلقشندي بالتدريس والتأليف 13 سنة، وتصدى للإفتاء وهو في الحادية والعشرين من عمره، فأقبل عليه طلبة العلم يأخذون عنه الفقه وعلوم العربية ويسمعون منه الحديث الشريف.

موسوعته (صبح الأعشى في صناعة الإنشاء)، بدأ في تأليفها سنة 805هـ وأنهاها سنة 814هـ، وقسمها إلى عشر مقالات، وفي المقدمة بدأ بالحديث عن فضل القلم والكتابة وصفات الكُّتاب وآدابهم وتاريخ ديوان الإنشاء وأصله في الإسلام وقوانين الديوان ومرتبة صاحبه والتعريف بوظائف الديوان، وانتهى بالمقالة العاشرة وهي خاتمة الكتاب، تناول فيها المديح والفخر والصيد وما يتعلق بديوان الإنشاء في غير شؤون الكتابة مثل البريد وتاريخه في مصر والشام والحمام الزاجل. 

ويبدو الهدف من تأليف القلقشندي لكتابه الشهير كان تعليمياً بحتاً، حيث قصد أن يكون كتاباً جامعاً للمعارف اللازمة لكتاب ديوان الإنشاء.

له مـؤلفات أخـرى منها (نهاية الأرب في معرفة قبائل العرب)، و(قلائد الجمان في قبائل العربان)، وهم من أفضل الكتب المختصرة في أنساب العرب، كما وضع مختصراً لكتابه (صبح الأعشى)، عنوانه (ضوء الصبح المسفر وجنى الدوح المثمر)، ووضع كتاباً في الفقه الشافعي عنوانه (الغيوث الهوامع في شرح جامع المختصرات ومختصرات الجوامع).

وفاته
توفي سنة 821 هـ.

bottom of page