top of page

أبو سعد السمعاني

تعريف به

أبـو سعد عبد الكريم التميمي السمعاني المروزي، من أهم المؤرّخين الأوائل وعلامّة في الأنساب، ومن كبار حُفَّاظ الحديث.

وُلد سنة 506 هـ, في مدينة مرو (في تركـمانستـان حـاليـاً)، وتـقع على ضـفاف نـهر المـرغاب، وسـلالته سمعان نـالت سمـعة طيـبة ومكانة مرموقة في الشرق الإسلامي عامة.

حياته
كـان السـمـعاني من العلـماء الذين أكثروا الترحال، فارتحل إلى نيسابور، وبيت المقدس وبغداد، والبصرة، وحلـب، ودمشق، وصور، ومكة المكرمة، وهمدان، وصنعـاء، وأقبل على التصنيـف والوعظ والتدريس إلى أن توفي في عام 562هـ - 1160م.

علمه
وعـلم الأنـساب الـذي بـرع فيـه السمعاني هو علم عربي أصيل يتعرف منه أنساب الناس، والغرض منه الاحتراز عن الخطأ في نسب الشخص، وهو علم عظيم الشـأن، واعتنى العرب بأمر رسول الله  عـلى تعـلمُّه وقـال(تعلموا أنسابكم تصلوا أرحامكم)، ولمـا كـثر أهـل الإســلام واخـتلطـت أنـسـابهم مـع غيـرهم, فتـعـذر ضـبـطه بـالآبــاء، فـانتـسب كـل مجـهول النسب إلى بلـده أو حـرفته، ويُـعد كـتاب (الأنساب) للسمعاني من أشهـر مـا كُـتب فـي هـذا العـلم، وهـو كتـاب ضـخم فـي ثمـاني مـجلدات، افتـتحه بمـقدمـة فـي أنسـاب العرب، فكان عنـدمـا يـورد نـسبة أحـد إلى قبيلة يتـبعها بـشيء مـن أنسابها، والكـتاب خـلافاً لظـاهر عنـوانه ليـس فـي الأنـساب بمعـنى تسـلسل الآبــاء والأجـداد، وإنمـا يُــراد بــه انتـسـاب المـرء إلـى بـلد أو انتـماؤه إلـى قبـيلة، أو إلى صنـاعة أو تجـارة، وحين يـذكر السمعـاني مـادة ترجمـته يحـرص عـلى ضـبـط حروفـها وحــركاتها لـفظًا، ثــم يــذكر أصــل تـلك النـسبة، مـن بـلـد أو رجــل أو قـبـيلة، ويعـمد إلى تعريفها.


 
قــام عـز الـدين بــن الأثـير الجـرزي باخـتصار الكـتاب لكبـر حـجـمه لكـنه زاد فـيه، واستـدرك مـا فـات مـؤلـفه وسـمَّاه (اللـباب) في ثلاث مجـلدات، ثـم لخّصـه السيوطي وسمَّـاه (لب اللباب)، كـما أن القاضي قطـب الـديـن الخيـضري لخَّص أنساب السمعاني وضم إلـيه مـا عنـد ابـن الأثيـر والرشاطـي 
وسمّـاه (الاكـتساب). 

مؤلفاته
تـرك لـلأجـيـال مـن بعـده مُصنّـفات ومؤلّـفات نـالت إعـجاب العـلـماء، ومـن مصـنـفاته بخـلاف كتـابه الشـهـير (عـلم الأنـساب)، (الأخـطـار فـي ركـوب الـبـحار)، و(أدب الإملاء والاستملاء)، و(الأمالي)، و(الأنساب)، و(دخول الحمام)، و(فـضل الشام)، و(قـواطع الأدلـة فـي أصـول الـفقه)، و(مـقام العلماء بـين يدي الأمراء)، و(الصـدق في الصداقة)، و(بخار بخور البخاري)، وأكـثر هـذه الكـتب ضـائع أو مـوجود فـي خـزائن المخـطوطات.

وفاته
توفي سنة 562 هـ.

bottom of page