top of page

حفصة بنت سيرين

تعريف بها
ولدت حفصة بنت سيرين في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، سنة 31 هـ، وعن أبي العالية قال: كانت حفصة بنت سيرين أكبر أبناء سيرين من الرجال والنساء من زوجته صفية، وكان أولاد صفية محمد ويحيى وحفصة وكريمة وأم سليم وأخاها التابعي الجليل محمد بن سيرين.

حياتها
وكانت حفصة حريصة منذ صغرها على حِفظ القرآن، حتى أنها حفظته وهي ابنة اثنتي عشرة سنة، وكانت تقرأ نصفَ القرآن في ليلةً واحدة، وكان أخوها ابن سيرين إذا استشكل عليه شيء من القرآن، قال: اذهبوا، فاسألوا حفصة كيف تقرأ. ونَهلت حفصة من علم النُبُّوة منذ طفولتها عن طريق صحابة النبي  رجالاً ونساء، حتى أصبحت العالمة التي تَعلَّم على يديها الكثير من العلماء ممن يشار إليهم بالبَنان، كأيوب السختياني، وقتادة بن دعامة السدوسي، وهشام بن حسان، وخالد الحذاء.

عبادتها
كانت حفصة تدخل مسجدها تُصلي فيه الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح، ولا تزال فيه حتى يرتفع النهار، ثم تخرج فيكون ذلك أوان وضوئها ونومها، حتى إذا حضرت الصلاة عادت إلى مسجدها مرة أخرى، وكانت كثيرة الصيام، طويلة القيام.

وتقول خادمتها حينما سُئلت: كيف رأيتِ مولاتك حفصة؟ قالت الجارية: إنها امرأة صالحة، كأنها أذنبت ذنباً عظيماً، فهي تَبكي الليل كلَّه وتُصلي. وكان ذِكر الموت لا يُفارقها، فهي تعلم أن الدنيا أيام معدودة، فإذا ذهب يوم فقد ذهب بعضُها، لذا كانت تتوقع الموت في كل لحظة، حتى روِي أنها كانت تحتفظ بكفن دائم لها هو جزء من ملابسها، فإذا حجَّت وأحرمت لبسته، وإذا جاءت الأيام العشرة الأخيرة من رمضان لبسته لتُقيم فيه.

وروي عن إياس بن معاوية قال: ما أدركت أحدا أُفضِّله عليها - يقصد حفصة-، وقال: قَرَأَت القرآن وهي بنت ثنتي عشرة سنة، وعاشت سبعين سنة، فذكروا له الحسن وابن سيرين فقال: أما أنا فما أفضُّل عليها أحداً.

وفاتها
توفيت سنة 719 م.

bottom of page