top of page

أمُ حكيم بنتُ الحارثِ المخزومية

كان من المعروف أنَّ الجهاد في سبيل الله هو أمر ٌمُقتصرٌ علي الرجال في عهد رسول الله ، إلا أن هناك نساء قليلات قُمن بالجهاد، وأهمُهن كانت الصحابية الجليلة أم حكيم بنت الحارث التي جاهدت الروم وقتلت منهم كثيراً بيدها.

نسبها
هي أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومية بنت أخي أبي جهل عمرو بن هشام وأمها فاطمة بنت الوليد أخت خالد بن الوليد، ورزقها الله بثلاث زيجات وتوفي زوجها الأول والثاني شهداء فداءً للاسلام.

حياتها
دعوة زوجها للإسلام

تزوجت أم حكيم في الجاهلية من “عكرمة بن أبي جهل”، وبعد نزول الوحي، أعلن الرسول  أن عِكرمة من الأشخاص المُهدر دمائهم بسبب تعدِّيه على سارية مسلمة وقتالها، أما هي فأسلمت لله، وبعد فتح مكة هرب عكرمة منها، ولكنها استأمنت الرسول علي زوجها الكافر، وسألته أن يُأمِّنه إن أتي مسلماً فوافق الرسول  على ذلك.


وخرجت على وجهها بين البلاد، تبحث عن زوجِها لتدلَّه على طريق الإيمان، واحتملت وحشة السفر، وأسرعت تبحث عنه في السواحل حتى عثرت عليه في اليمن، وأخبرته أنها استأمنت الرسول ، ليرجع لمكة وأخبرته عن موقف الرسول  من أهل مكة وعَفوه عنهم، وجعلت تحبِّب إليه الإسلام، حتى دخل فيه.

استقبله الرسول  بترحاب وعرَّفه على الاسلام، حتى دخل الإيمان إلي قلبه، وكانت أحب الأعمال إليه هو الجهاد في سبيل الله، حتى استُشهد في موقعة اليرموك بعد مبايعته لعدد من الفرسان علي الموت في سبيل الله.

واحتملت أم حكيم صدمة استشهاد زوجها وأخوها ووالدها في نفس المعركة صابرة محتسبة عند الله، متمنية الشهادة.

زواجها من خالد بن سعيد
بعد أن أتمت أم حكيم عدتها تقدم إليها خالد بن سعيد بن العاص قائد المسلمين، وخطبها، وقبل وقعة “مرج الصفر” طلب منها خالد الزواج، فتعجبت وطلبت تأخير الزواج حتى هزيمة الأعداء، فصارحها القول أنه يشعر قرب أجله وبأنه من شهداء المعركة.

فتزوجها وأقام وليمة لأصدقائه وسرعان ما ظهر جيش الروم، وكان أكثر من 30 ألفاً، فأخذ يُقاتل حتى نال الشهادة على مرأى منها، فما كان منها إلا أن شدت ملابسها وخلعت عمود الخيمة وقاتلت به الروم فقتلت منهم سبعة، ثأراً لزوجها ورغبةً في الشهادة وذلك في 17 من جمادي الآخر عام 13هـ.

زواجها من عمر بن الخطاب
بسبب شجاعتها الفريدة، وتناقل ما قامت به من قتال بين المسلمين، أُعجب بها الخليفة عمر بن الخطاب وطلب منها الزواج، وتزوَّجها وعاشت معه لسنوات.

وفاتها
ثم أُصيبت بما يُشبه حُمى النـفاس وتوفـت بعـد ولادتها لابنتها فاطمة بنت عمر بن الخطاب، فـكتب الله لهـا الشهـادة بسبـب صـدقهـا في طلبها.

bottom of page