top of page

هشامُ بنُ العاص 

نسبه 
هو أبو مطيع هشام بنُ العاص بنُ وائل بنُ هشام القرشي السهمي، ويقال أن كُنيتَه كانت: أبا العاص، وبعد اسلامه كنَّاه الرسول : أبا مطيع.

إسلامه
أسلم بمكة، وتحمَّل التعذيب والأذى من الكفار والمشركين، حتى اضطُّر إلى أن يهاجرَ إلى أرضِ الحبشة مع الفوجِ الثاني من المهاجرين الغرباء.

وعندما بدأت هجرة الرسول والمسلمين إلى المدينة، سارع هشام بالعودةِ إلى مكةَ، وَاتّفَقَ مع عمر بن الخطاب وعياش بن أبي ربيعة على التلاقي في مكانٍ حدّدوه ليهاجروا، ولكن عمَر استطاع أن يهاجَر، أما رفيقاه فقد قـبض عليهما مجموعة من المشركين، وظلّ هشام سنواتٍ في سجنه، يتحمل ما يلقاه من أشكالِ الإيذاء والتعذيب، وكان الرسول   يدعو لهشام السجين، كما كان يدعو لأمثاله أثناء الصلاة، فيقول والمسلمون من ورائه يؤمِّنون على دعائه: (اللهم أنجِ الوليدَ بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتَك على مضر، واجعلها عليهم سنين كسنين يوسف)، واستجاب اللهُ دعاء رسوله ، فنجا هؤلاء المّعذّبون في الأرض.

وتروي السيرةُ أن النبي  قال ذاتَ يومٍ لأصحابهِ: (من لي بعياش بن أبي ربيعة، وهشام بن العاص؟) فقال الوليد بن الوليد بن المغيرة الذي كان قد نجا من قبل: أنا لك يا رسولَ الله بهما، وذهب إلى مكةَ مستخفياً، واستطاع بلباقةٍ وخفةٍ أن يعرفَ مكان السجينين، وتسلّق عليهما الجدار: وقطع قيودَهما، وحملهما على بعير سرًّا، وقدم بهما على رسولِ الله  وكان ذلك بعد غزوةِ الخندق، وواصل هشام بنُ العاص نضالَه مع ركْبِ النبوة وموكبِ الرسالة، وشهد الكثيرَ من المشاهد والمعارك، وأرسله النبيُ  قائدًا لسريةٍ في شهر رمضان قبل فتحِ مكة، فصاحبه التوفيق.

ومن العجيبِ في أمرِ هشام أنه كان أخاً من جهة الأب لعمرو بن العاص البطل الإسلامي المشهور، وكان هشام أصغرَ سنًّا من عمرو، ومع ذلك أسلم الصغيرُ قبل الكبير، فبادر هشام إلى الاستضاءة بنورِ اللهِ عزوجل الذي أشرقت له الظُلُمات، وصلَح عليه أمرُ الدنيا والآخرة.


استشهاده
ثم أقبلت معركةُ أجنادين التي وقعت في عام 13 هـــ، ووقعت في موضعٍ في أرضِ فلسطين، وخرج هشامُ بنُ العاص ضِمن المجاهدين فيها مع أخيه عمرو، ودارت الحربِ بين كتيبة الإيمان، وجموعِ الشر والطغيان، وأبلى هشام يومئذٍ بلاءً حسناً، وحينما رأى ضعفاً عارضاً لبعضِ المقاتلين، سيطرت عليه الحماسةُ، فاندفع نحوَ صفوف العدوِّ وهو يهتفُ برفقائه في الإيمان والسلاح قائلاً: (يا معشرَ المسلمين، أنا هشام بن العاص، أمِنَ الجنة تفرّون؟) وما زال يقاتلُ ويصاولُ وينازل حتى ارتقى شهيداً في أرضِ المعركة، وشاء القدرُ أن تقعَ جثةُ الشهيد في مضيق لا يعبره إلاّ إنسانُ بعد إنسان، واضطُر فرسانُ الإسـلامِ بِسبب غليانِ المعركة أن يطأوا جسمَه بخيولِهم.

وكـأن هـذا اشتـد علـى بعضِهـم، فقـال أخـوه عمـرو وكـان مـن الـمجاهديـن الثـابتيـن فـي الـمعركة: (أيـها النـاس، إن اللهَ قـد استـشهـده، ورفـع مـن روحه).

bottom of page