top of page

ملك الجبال

ذكر الرسول  ملك الجبال، عندما روى قصة خروجه من الطائف وعودته إلى مكة، حيث خرج النبي  من مكة مُتَّجهاً إلى الطائف سيراً على الأقدام، خوفاً من أن تعتقد قريش أنه قد غادر مكة فيتبعونه ويُعطلون عليه ما يصبو إليه، وكان في صحبته حِبُّه زيد بن الحارثة، وكان وقتها ابناً له بالتبني، قبل نزول الأمر الإلهي بتحريم التبني، وكان يحرس رسول الله  ويُعينه في سفره، حتى وصل إلى الطائف بأمانٍ وسلامة.


ولمّا بدأ النبي  بدعوة كبار القوم من أهل الطائف، وهم أهل الحلِّ والعقد فيها، وإليهم يرجع أمرها، فدعاهم إلى الإسـلام، وعـرض عليهـم أن تحتضن الطائف دعوته بدلاً من مكة التي رفضه أهلها، وعذَّبوه وأصحابه، فكـان ردُّ أسيـاد الطائـف على النبـي  قاسيـاً، فبعد أن طردوه منها أغروا به سفهاءهم وصبيانهم، فتبعوه بالحجارة وسبوه ووصفوه بالجنـون، حتـى إنه  أُصيب بقدميه الشريفتيـن مـن أثر حجـارة صبيان الطائف، وسالت منـها الدمـاء، فزاد هـمُّ النبـي   وأصـابـه الحـزن. 

فأرسل الله إليه جبريل -عليه السلام-، ومعه ملك الجبال يخبرانه أن لو شاء لأطبق الأخشبين على أهل مكة.
 
وقد وردت هذه القصة في صحيح البخاري: عن عروة أن عائشة – رضي الله عنها – قالت للنبي  : هل أتى عليك يوم كان أشد عليك من يوم أحد ؟
قال : (لقيت من قومي ما لقيت، وكان أشد ما لقيت يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني (يقصد دعاهم إلى الإسلام في الطائف) فانطلقتُ (سِرْتُ) وأنا مهموم، فرفعت رأسي، فإذا بسحابة قد أظلتني فنظرت، فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال: يا محمد ذلك فما شئت، إن شئت أطبق عليهم الأخشبين (أي لفعلت) والأخشبان هما جبلا مكة (أبو قبيس وقعيقعان).


فقال : (بل أرجو الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله عز وجل وحده لا يشرك به شيئا ً).

وتظهر رحمة محمد  بقومه وعفوه عنهم من خلال إجابته لملك الجبال، ويظهر أمله، إن لم يؤمنوا هم أن يكون من ذريتهم من يعبد الله.

bottom of page