top of page

مطرفُ بنُ عبدِ الله

نسبه
هو مطرف بن عبد الله بن الشخير العامري، الحرشي، أبو عبد الله البصري.

أثر صحابة به
تعلَّم وحدَّث عن أبيه وعلي وعمار وأبي ذر وعثمان وعائشة وعثمان بن أبي العاص ومعاوية وعمران بن حصين وعبد الله بن مغفل المزني وغيرهم، وعن أبي مسلم الجذمي وحكيم بن قيس بن عاصم المنقري وأرسل عن أبي بن كعب.

مواقف من حياته
يقول مطرف: قال لي عمران بن حصين: ألا أُحدثك حديثًا لعلّ الله أن ينفعك به في الجماعة إني أراك تحب الجماعة؟ قلتُ: لأنا أحرصُ على الجماعة من الأرملة، لأني إذا كانت الجماعة عرفت وجهي.

وقال مطرف بن عبد الله بن الشخير: صَحِبتُ عمران بن حصين إلى البصرة، فما أتى علينا يومٌ إلا أنشدنا فيه الشِّعر وقال: إن في معاريض الكلام لمندوحة عن الكذب.

موقفه مع أبي ذر 
يقول مطرف بن عبد الله: كان يُبلِّغني عن أبي ذر حديث فكنت أشتهي لقاءه فلقيته فقلت: يا أبا ذر، كان يُبلِّغني عنك حديث فكنت أشتهي لقاءَك قال: لله أبوك فقد لَقِيتني قلت: بلغني أن رسول اللهحدّثك بحديث: إن الله يحب ثلاثة و يبغض ثلاثة، قال: فلا أخالني أكذب على خليلي قلت: من هؤلاء الذين يُحبهم الله؟ قال: رجل غزا في سبيل الله صابرًا مُحتسبًا مجاهدًا، فلَقِي العدو فقاتل حتى قتِل، وأنتم تجدونه عندكم في كتاب الله المنزل ثم قرأ هذه الآية {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} (سورة الصف، 4)، قلت: ومن؟ قال: رجلٌ له جار سوء يؤذيه فيصبرُ على إيذائِهِ حتى يكفيه الله إياه إما بحياةٍ أو موتٍ، قلت: ومن؟ قال: رجل يسافر مع قوم فأدلجوا، حتى إذا كانوا من آخر الليل وقع عليهم الكرى والنعاس، فضربوا رؤوسهم ثم قاموا فتطهّروا رهبة ً لله ورغبةً لما عنده.

قلت: فمن الثلاثة الذين يبغضهم الله؟ قال: المختال الفخور وأنتم تجدونه في كتاب الله المنزل {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} (سورة لقمان، 4) قلت: ومن؟ قال: البخيل المنان قلت: ومن؟ قال: التاجر الحلاّف أوالبائع الحلاّف.

موقفه من الحرورية
أتت الحرورية - من الخوارج الذين قاتلهم عَلِيٌّ بن أبي طالب وكان عندهم من التشديد في الدين ما هو معروف - مطرف بن عبد الله ليدعوه إلى رأيهم فقال: يا هؤلاء إنه لو كانت لي نفسان تابعتكم بإحداهما وأمسكت الأخرى، فإن كان الذي تقولون هُدى اتبعتها بالأُخرى وإن كانت ضلالة هَلَكت نفس وبقيت لي نفس، ولكنها نفس واحدة وأنا أكره أن أُغرِّرَ بها.

صفاته
خوفه
قال مهدي بن ميمون: قال مطرف: لقد كاد خوف النار يحول بـيني وبين أن أسأل   الله الجنة.

وكان يقول: لأن أبيت نائمًا وأُصبـح نـادمًا أحـب إلـي مـن أن أبيـتَ قـائـمًا وأُصبـح مُعجـبًا، فـلا أَفـلَحَ واللهِ مـن زكَّـى نفسَـه أو أعجبته.

وعن مطرف قال: لأَن يسألني الله تعالى يوم القيامة فيقول: يا مطرف ألا فعلت، أحب إلي من أن يقول لِمَ فعلت.

بعده عن الفتن
قـــال العـجلـي: لــم ينـج بـالبـصرة مــن فــتنة ابـن الأشـعث إلا هـو وابـن سيرين. 

وفاته
مـات مــطرف فـي ولايــة الحـجاج بـن يـوسف للـعراق بـعد الـطاعون الجـارف، وكـان الـطـاعـون سـنة 87هـ فــي خـلافـة الـوليـد بـن عـبد المـلك بـن مـروان.

bottom of page