top of page

محمد بن القاسم الثقفي

تعريف به
محـمد بنـ القـاسم بـن محمـد بـن الحكـم الثقـفي، وُلِد سنـة 72 للهجـرة فـي مدينة الطائف، وينتـمي محـمد الثقـفي إلى عـائلةٍ شهيـرةٍ ومعروفـةٍ، وعـندما تولّى الحجـاج بن يوسف الثقـفي حُكم العـراق والولايـات الشرقـية التـابعة لهـا، عيّـن القاسـم والد محـمد علـى البصـرة، لذلـك انتقـل محمـد الثقـفي مـع والده إلى البصرة، لينشأ بيـن الأمـراء والقـادة ويتعـلّم أفضـل صنـوف التعـليم، كـما أخـذ نصيـباً كبـيراً من التربـية العسكرية فـي مديـنة واسـط التي أنشأها الحجاج، لتـكون معـسكراً للجنود لشن الحروب المختلفة. 

فتح السند 
حاول المـسلمون بـشكلٍ مستمرّ فتـح بـلاد السـند أثنـاء خلافـة عمـر بن الخطاب وعثمان بن عفان، حيـث كانت الجيـوش تُرسَل إلى تلـك المناطق، مـن أجل فتـحها ونشـر الـدين الإسلامي، ولكـنهم لم يُوفَّقـوا، وفـي العهـد الأمـوي تم فـتح إقلـيم مكـران فيها على يد الخليفة معاوية بن أبي سفيان في سنة 40هـ، وهو إقليم على درجةٍ كبيرةٍ من الأهمية، لذلك ازداد اهتمام المسلمين ببلاد السند، ومن ضمنهم محمد الثقفي. 

وبـدأت المـشاكل مـع بـلاد السـند عنـدما قـام مجـموعةٌ من اللصـوص بالاستيلاء عـلى سفـينةٍ كانت قـادمةً من جـزيرة الياقوت، حيث كانـت تحـمل هـذه السفيـنة مجمـوعةً من النساء المسلمات اللواتـي قـرّرن الذهاب للعـراق، من أجل العـيش فيـها بعد وفـاة والدهم وعدم وجود من يرعـاهن، وعندما سَمِعَ الحجاج بـذلك كتـب إلى مـلك السـند لتسـليم السفـينة والنـساء المسلمات، إلا أنّ الثاني رفض بحجة أنّ من استولى على السفينة هم من اللصوص الذين لا يُسيطَر عليهم. 

فأرسل الحجاج حملتين لمحاولة إعادة السفينة والنساء، إلا أنّ الحملتـين فشِلَتَا وقُـتِل قـادتهـما، وهـنا قـرّر الحجـاج أن يفـتح البـلاد كلها ويضـمّها إلـى الـدولة الإسلامية، فاخـتار محـمد بـن قاسـم الثقـفي لقـيادة الجـيش الكبير، وقـد تقـدّم جيش محـمد بـن قاسـم، واستـطـاع فتـح مديـنة الدَّيْـبُل أولاً، وهـي مـن أكـثر الحصون مناعةً في السند، ثمّ استمر في التقدم وكان يفتح كلّ مدينة يدخلها، واستطاع بحِنكته وشجاعته أن يفتح البلاد جميعها، وينشر الدين الإسلامي ويبني المساجد فيها، وكل هذا تم في مدةٍ لا تتجاوز الثلاث سنوات. 

وفاته
بعـد تولّي الخليفة سليمان بن عبد الملك الحكم بعد الحجاج، أمر محمد الثقفي بالرجوع إلى العراق، فرجع محمد وهو يعلم مصيره بسبب تصرّفات الحجاج، وعندما دخل العراق، قيّده والي العراق وأدخله السجن وعذبـه أشـد أنـواع العـذاب حتـى توفـي سنة 96هـ بعد سنواتٍ زاخرة بالفتوحات الإسلامية.

bottom of page