top of page

محمد بن إبراهيم آل الشيخ

تعريف به 
الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ولد في مدينة الرياض في 17 محرم 1311هـ، ونشأ في بيت عريق بالعلم تحت كنف والده العلامة الشيخ إبراهيم بن عبداللطيف قاضي الرياض، حيث أسند إليه الملك عبدالعزيز منصب قاضي القضاة، واستمر في القضاء حتى نهاية حياته.

علمه
ولما بلغ الشيخ محمد الثامنة من العمر، تلقى القرآن الكريم وأتمَّه تلاوةً وحِفظاً في الحادية عشر من عمره، وفقد بصره وهو في الرابعة عشرة، فلم تفتُر عزيمته عن طلب العلم، وشرع في القراءة على والده، فقرأ عليه مبادئ النحو، وعلم الفرائض، وقرأ على غيره من شيوخ العلم في مدينة الرياض وغيرها، ومن كبار شيوخه عمه الشيخ عبدالله بن عبداللطيف، والشيخ سعد بن عتيق، وقد تأثر بهما في العلم والتقوى والدعوة إلى الله تعالى.


ولما توفي عمه الشيخ عبدالله بن عبداللطيف في سنة 1339هـ  عيَّنه الملك عبد العزيز خلفاً له في الإفتاء والتدريس وإمامة مسجد عمه في حي دُخنَة، وأنزله من نفسه ومشورته منزلة عمه، وكان الشيخ في حينها في ذروة شبابه، يبلغ من العمر 28 عاماً، وصار مرجع الناس في الإفتاء، وشيخ العلم والتعليم، فكان يجلس لطلبة العلم من بعد صلاة الفجر إلى ما بعد صلاة العشاء.

واستمر على هذا الترتيب في الدروس إحدى وأربعين سنة إلى أن حبسه المرض، فاقتصر على درس التفسير قبيل صلاة العشاء. وكان مسجده (جامعة) في قلب نجد، ملأت البلاد علماً، قبل أن تُبنى مدارس التعليم والمعاهد والكليات والجامعات، وتخرَّج على يديه أعداد كبيرة من العُلماء، وجُل أكابر علماء المملكة من تلاميذه.

وقد أنشأ في مدينة الرياض المعهد العلمي، وتم افتتاحه عام 1370هـ  - 1950م، بإشرافه، وأنشأ كلية الشريعة عام 1373هـ - 1953م.

وحصل عام 1374هـ - 1954م على أمر ملكي يخوله افتتاح فروع للمعهد العلمي في سائر أرجاء المملكة، فأمر بافتتاح ستة معاهد، وتضاعفت فروع هذا المعهد العلمي وكَثُر الطلاب والمتخرجون، ثم أنشأ كلية اللغة العربية في الرياض عام 1374هـ - 1954م وكانت تحت إشرافه.

وتابع افتتاح المعاهد العلمية في أنحاء المملكة، وكان قد أنشأ المكتبة السعودية العامة في حي دُخنَة عام 1370هـ - 1950م، وكانت إدارتها تحت إشرافه وجلب إليها نوادر الكتب وأمهات المصادر، وأنشئت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1381هـ - 1961م تحت إشرافه وبرئاسته، واستقبلت طلاب العلوم الشرعية من شتى بقاع الدول الإسلامية، وأنشأ المعهد العالي للقضاء في الريـاض عام 1385 هـ - 1965م تحت إشرافه ورئاسته أيضاً.

أما جهوده على مستوى المسؤوليات الإدارية والشرعية فهي لا تقل شأناً عن جهوده العلمية، ففي سنة 1373هـ - 1953م أنشئت دار الإفتاء تحت رئاسته، وفي عام 1376هـ - 1956م، أُنشئت رئاسة القضاء في نجد وأُسندت رئاستها إليه، ثم توحدت رئاسة القضاء فيها سنة 1378هـ - 1958م، وكان إلى جانب إسهاماته الكبيرة خطيب الجامع الكبير، وإمام الفروض الخمسة.

وألَّف الشيخ رسائل وكتباً كثيرة على رغم مسؤولياته العديدة، والمهام الكثيرة المنوطة به، وله فتاوى جامعة طبعت في خمسة مجلدات. 

وفاته
وقد وافاه الأجل في رابع العشر الأواخر من رمضان عام 1389 هـ - 1969م في مدينة الرياض عن عمر يناهز 76 عاماً.

bottom of page