top of page

محمد المقتفي لأمر الله

نسبه
أبو عبد الله الحسين المقتفي لأمر الله بن المستظهر. 

صفاته
قال الذهبي: كان المقتفي من سروات الخلفاء، عالماً أديباً شجاعاً حليماً، دمث الأخلاق كامل السؤدد خليقاً للإمامة، قليل المثل في الأئمة لا يجري في دولته أمر وإن صغر إلا بتوقيعه، وكتب في خلافته ثلاث ربعات، وسمع الحديث من مؤدبه أبي البركات بن أبي الفرج بن السني، قال ابن السمعاني: وسمع جزء ابن عرفة مع أخيه المسترشد من أبي القاسم بن بيان، روى عنه أبو منصور الجواليقي اللغوي إمامه، والوزير ابن هبيرة وزيره وغيرهما، وقد جدد المقتفي باباً للكعبة واتخذ من العقيق تابوتاً لدفنه وكان محمود السيرة مشكور الدولة، يرجع إلى دين وعقل وفضل ورأي وسياسة، جدَّد معالم الإمامة، ومهَّد رسوم الخلافة، وباشر الأمور بنفسه، وغزا غير مرة وامتدت أيامه، وقال أبو طالب عبد الرحمن بن محمد بن عبد السميع الهاشمي في كتاب المناقب العباسية: كانت أيام المقتفي نَضِرَةً بالعدل زاهرةً بفعل الخيرات وكان على قدم من العبادة قبل إفضاء الأمر إليه، وكان في أول أمره متشاغلاً بالدين ونسخ العلوم وقراءة القرآن، ولم يرَ مع سماحته ولِين جانبه ورأفته بعد المعتصم خليفة في شهامته وصرامته وشجاعته مع ما خص به من زهده وورعه وعبادته، ولم تَزَل جيوشه منصورة، وقال ابن الجوزي: من أيام المقتفي عادت بغداد والعراق إلى يد الخُلفاء، ولم يَبقَ له منازع وقبل ذلك من دولة المقتدر إلى وقته، كان الحكم للمتغلبين من الملوك وليس للخليفة معهم إلا اسم الخلافة، ومن سلاطين دولته السلطان سنجر صاحب خرسان، والسلطان نور الدين محمود صاحب الشام، وكان جواداً كريماً مُحباً للحديث وسماعِهِ، مُعتنياً بالعلم مكرماً لأهله. 

خلافته
بويع له بالخلافة في سنة 530هـ - 1136م عند خلع ابن أخيه وعمره أربعون سنة، وسبب تلقيبه بالمقتفي، أنه رأى في منامه قبل أن يستخلف بستة أيام رسول الله  وهو يقول له سيصل هذا الأمر إليك فاقتف لأمر الله، فلُقب المقتفي لأمر الله وبعث السلطان مسعود بعد أن أظهر العدل ومهد بغداد، فأخذَ جميع ما في دار الخلافة من دواب وأثاث وذهب وستور وسرادق، ولم يترك في إصطبل الخلافة سوى أربعة أفراس وثمانية أبغال برسم الماء فيقال: إنهم بايعوا المقتفي على أن لا يكون عنده خيل ولا آلة سفر. 

وفاته
اسـتمـر بـالخـلافـة إلـى أن مــات لــيـلـتـة الأحــد 2ربــيــع الأول سـنــة 555هـ  - 1160م.

bottom of page