top of page

محمد الراضي بالله

نسبه 
أبو العباس محمد بن المقتدر ابن المعتضد ابن طلحة بن المتوكل، الراضي بالله من خلفاء الدولة العباسية، وُلد سنة 297 هـ، وأمُّه رومية اسمها ظلوم.

صفاته
وكـان سـمحـاً كـريمـاً أديـباً شاعـراً فصيحاً محباً للعلماء، وسمع الحديث من البغوي وغيره.


خلافته
بُـويـع لـه يـوم خلـع القـاهـر عام 322هـ، فأمر ابن مقلة أن يكتب كتاباً فيه مثالب القاهر ويقرأ على الناس، وهو آخر خليفة له شعر مدون، وآخر خليفة كان يَخطُب يوم الجمعة، وآخر خليفة سافر بزي القدماء، وكانت جوائزه وأموره بنفس من سبقه من خلفاء بني العباس.


وعلى الرغم ممَّا كان يتحلَّى به (الراضي) من صفاتٍ حميدةٍ، فإنَّ أمر الخلافة قد اختلَّ في عهده اختلالًا خَطِرًا، وازداد تدهور أحوال الخلافة في أيَّامه، وازدادت اضطرابًا وإدبارًا، ولم يكن له من الأمر شيء، وولاة الأقاليم هم المتحكِّمون فيها يُديرونها كإقطاعٍ خاص، وتنازعوا فيما بينهم على من يُسيطر على مقاليد الخلافة، وظهرت في أيَّامه العصبيَّة المذهبيَّة وقويت شوكة الحنابلة.

وازداد تمزُّق الدولة واستفحل نفوذ المتطلِّعين للسيطرة على زمام الأمور؛ فقد ازداد نفوذ البويهيِّين في فارس، وتطلَّعوا للاستيلاء على العراق، وتمتَّع (بنو حمدان) بنـفوذٍ مطـلقٍ فـي الموصـل و(ديار بـكر)و(ربيـعة) و(مضـر)، واستـقلَّت (الدولة الإخشيديَّة) في (مـصر) و(الشـام) عن الخـلافة العبـاسيَّة، وكـذلك (الدولة السامـانيَّة) فـي (خـراسان)و(ما وراء النـهر) بزعـامة (نصـر بن أحـمد السـامـاني)، وأصـبح للأمـويِّين خـلافـةٌ مستـقلَّةٌ فـي (الأنـدلـس) تحت حـكم (عـبد الـرحـمن الثـالث)، الأموي المـلقَّـب بالنـاصـر (300-350هـ- 913-961م)، وسيطر القرامطة بزعامة (أبي طاهر القرمطي)على (البحرين) و (اليمامة).

وتـدهـورت الأوضـاع في أوائـل عهـد (الراضـي) تـدهـورًا كبيرًا، بسبب عجز الوزراء وازدياد نفوذ كبار القادة وتدخلهم في شؤون الدولة، وكان (محمد بن رائق) والي واسط والبصرة واحدًا من أبرز هؤلاء القادة وأكثرهم نفوذًا وتأثيرًا، فاختاره الخليفة (الراضي) ليقوم بمهمَّة إنقاذ الخلافة من التدهور الإداري الحاد الذي تُعاني منه، وأسند إليه منصب (أمير الأمراء) في عام 324هـ -936م.

وقد أصبح (محمد بن رائق)بمقتضى هذا المنصب الخَطِر الذي لم يظهر قبل ذلك على مسـرح الأحـداث السـياسيَّة فـي الـدولة الإسـلامية- القـائد الأعـلى للجـيش، والمسؤول عن إدارة شؤون الـدولة والخـراج، وأصـدر الخلـيفة (الـراضي)، أمـرًا بـأن يُخـطَب لابـن رائـق علـى جمـيع المنـابر في جمـيع النـواحي الخـاضـعة للخـلافة، وبذلك تحوَّلت الخـلافة إلـى منـصبٍ شـرفي، وأصبـح شاغـل منـصب (أمـير الأمراء) هـو الحـاكم الفعـلي للـبلاد؛  حتـى جـاء البـويهـيون فسيـطروا عـلى زمـام الأمـور ووضـعوا حدًّا لهذا الصِّراع.

وفاته
فـي سنـة 329هـ، اعتـل الـراضـي، ومـات فـي شـهر ربيع الآخر.

bottom of page