top of page

علي الدقر

تعريف به
الشيخ الشريف محمد علي بن عبد الغني الدقر، الحسيني الدمشقي، هو عالم سُنِّي سوري، وصاحب أكبر نهضة علمية في بلاد الشام.

وقال عنه الشيخ علي الطنطاوي: (الرجل الذي هزّ دمشق من أربعين سنة هزّة لم تعرف مثلها من مئتي سنة، وصرخ في أرجائها صرخة الإيمان، فتجاوبت أصداؤها في أقطار الشام، واستجاب لها الناس، يعودون إلى دين الله أفواجاً، يبتدرون المساجد، ويستبقون إلى حلقاتها، وهو علَّامة الشام، بل هو في الشام علم الأعلام، أُعطي من التوفيق في العمل، والعُمق في الأثر، ما لم يُعطَ مثله الشيخ بدر الدين، ولا غيره من مشايخ الشام في تلك الأيام).

حياته
وُلِدَ الشيخ علي في دمشق عام 1294 هـ - 1877م، عاش في رعاية أسرته التي كانت من الأُسر الدمشقية العريقة، فأبوه تاجر صالح مُحسن، وأمه صالحة مُحسنة، كان والده من يتصف بشدة الكرم والجود، فورث الشيخ علي عن والده هذه الصفات الحسنة، فكان له مزرعتان في المزة وداريا، يعمل فيها الفقراء والمحتاجون، وكان كل واحد منهم يأخذ حاجته من المزرعة بدون استئذان، ومن شدة كرمه كان يمد الموائد، ويفرح بازدحام المساكين عليها.

صفاته
وَصَفَهُ الشيخ الطنطاوي، بأنه جميل الصورة، ناصع البياض، أزرق العينين، حلو التقاسيم، له لحية بيضاء كبيرة تزيده جمالاً، وكان يتخذ العمامة التجارية من القماش الهندي المطرّز. 

تعليمه
تعلّم الشيخ علي القرآءة والكتابة والقرآن الكريم في الكتّاب، ثم انتقل ليواصل تعليمه في مدرسة الشيخ عيد السفرجلاني، وأمضى فيها بضع سنين، تعلَّم خلالها من علوم اللغة العربية، وعلوم الدين، وبعدها لازم الشيخ محمد القاسمي وقرأ عليه من علوم العربية والدين ما جعله مؤهلاً لتدريس شيء من علم النحو ومن الفقه الشافعي.

وتعرَّف على الشيخ بدر الدين الحسني، وكان من أحبّ تلاميذه إليه، وأقربهم منه، وقرأ عليه الكتب الخمسة، كما قرأ على غيره من علماء الشام كالشيخ أمين سويد، وكل ذلك جعل منه عالماً فقيهاً يُشار إليه بالبنان.

إنجازاته العلمية والدينية
اجتهد الشيخ في نشر الدعوة الإسلامية في مساجد دمشق وفي العديد من مدن وقرى سورية، فكان له أثرٌ كبيرٌ في نفوس الناس، وتهافت على دروسه العلمية وخُطَبه الوعظية كِبارُ تجُار دمشق، فدعاهم إلى التعاون والتحابب والإيثار، ونهاهم عن الغش والإحتكار وبيَّن لهم حُرمة ذلك، وفي دروسه أيضًا ركَّز على توضيح وترسيخ قواعد التعامل بينهم في سائر علاقاتهم الأسرية والاجتماعية والتجارية، وحثَّهم على التمسّك بتعاليم الإسلام العظيم.

وكان الشيخ علي الدقر صاحب أضخم نهضة علميّة في بلاد الشام في تلك الفترة. فقد كان التعليم الرسمي في سورية متأثرًا بالغرب وعلومه ولم يكن يُذكر فيه تعاليم الإسلام ومبادئ الأخلاق، لذلك قرَّر الشيخ إنشاء العديد من المدارس والمعاهد الشرعية، بهدف تعليم العقيدة، وأحكام الإسلام، والعلوم الشرعية، والعلوم العربية التي هي أساس الشرعية. 

وليتمكن من إنشاء هذه المدارس كان لابد من إقامة جمعية تمده بالأموال والرجال والنظام، فساعده التجار الذين أحبوه، ووثقوا به وبصلاحه وبسداد رأيه، إضافةً إلى وقوف بعض العلماء معه في مشروعه ذلك، كالشيخ هاشم الخطيب، و الشيخ بدر الدين الحسني، فـأنشـأ الجـمعيـة الغرَّاء لتعليم أولاد الفقراء، ثم انطلق يجمع الطلاب لـدراسـة العلـم الشرعـي مـن أولاد الفقـراء فـي حـوران، والأردن، وبـعض المـدن والـقرى السوريـة.

وفاته
تـوفـي الشيـخ عـلـي الدقـر سنـة1362 هـ 1943م في دمـشـق، وتمـت الصـلاة علـيه فـي الجـامـع الأمـوي ودُفِـنَ فـي مقبرة الباب الصغير.

bottom of page