top of page

عز الدين القسام

تعريف به
محمد عز الدين بن عبد القادر القسام.

حياته
ولد الشيخ عز الدين القسام في بلدة جبلة جنوبي اللاذقية في سوريا عام 1882م في بيت متدين، حيث كان والده يعمل معلمًا للقرآن الكريم في كتَّاب كان يملكه.

سافر القسام وهو في الرابعة عشرة من عمره مع أخيه فخر الدين لدراسة العلوم الشرعية في الأزهر، وعاد بعد سنوات يحمل الشهادة الأهلية، وقد تركت تلك السنوات في نفسه أثراً كبيراً، حيث تأثر بكبار شيوخ الأزهر من أمثال الشيخ محمد عبده، وبالحركة الوطنية النشطة التي كانت تقاوم المحتل البريطاني، ونشطت بمصر بعد فشل الثورة العرابية.

وكان القسام يعتبر الإحتلال البريطاني هو العدو الأول لفلسطين، ودعا في الوقت نفسه إلى محاربة النفوذ الصهيوني الذي كان يتزايد بصورة كبيرة، وظلّ يدعو الأهالي إلى الإتحاد ونبذ الفرقة والشقاق حتى تقوى شوكتهم، وكان يردد دائماً أن الثورة المسلحة هي الوسيلة الوحيدة لإنهاء الانتداب البريطاني والحيلولة دون قيام دولة صهيونية في فلسطين، وكان أسلوب الثورة المسلحة أمراً غير مألوف للحركة الوطنية الفلسطينية آنذاك، حيث كان نشاطها يتركز في الغالب على المظاهرات والمؤتمرات.

عاد الشيخ القسام إلى جبلة عام 1903م، واشتغل بتحفيظ القرآن الكريم في كُتَّاب والده، وأصبح بعد ذلك إماماً لمسجد المنصوري في جبلة، وهناك ذاع صيته بخُطَبِهِ المؤثرة وسمعته الحسنة. 

قاد أول مظاهرة تأييداً لليبيين في مقاومتهم للاحتلال الإيطالي، وكّون سرَيَة من 250 متطوعاً، وقام بحملة لجمع التبرعات، ولكن السلطات العثمانية لم تسمح له ولرفاقه بالسفر لنقل التبرعات.

ثورة جبل صهيون
باع القسام بيته وترك قريته الساحلية وانتقل إلى قرية الحفة الجبلية ذات الموقع الحصين ليساعد عمر البيطار في ثورة جبل صهيون 1919م - 1920م، وقد حَكَمَ عليه الاحتلال الفرنسي بالإعدام غيابياً.

وبعد إخفاق الثورة فرَّ الشيخ القسام عام 1921م إلى فلسطين مع بعض رفاقه، واتخذ مسجد الإستقلال في الحي القديم بحيفا مقراً له، حيث استوطن فقراء الفلاحين الحي بعد أن نزحوا من قراهم، ونشط القسام بينهم يحاول تعليمهم ويحارب الأمية المنتشرة بينهم، فكان يعطي دروساً ليلية لهم، ويكثر من زيارتهم، وقد كان ذلك موضع تقدير الناس وتأييدهم.

وفاته
اكتشفت القوات البريطانية مكان اختبائه في قرية البارد في 15-11-1935م، لكن الشيخ عز الدين استطاع الهرب هو و15 فرداً من أتباعه إلى قرية الشيخ زايد، ولحقت به القوات البريطانية في 19-11-1935م فطوقتهم وقُطِعَت الاتصال بينه وبين القرى المجاورة، وطالبته بالاستسلام، لكنه رفض واشتبك مع تلك القوات، وأوقع فيها أكثر من 15 قتيلاً، ودارت معركة غير متكافئة بين الطرفين لمدة ست ساعات، سقط الشيخ القسام وبعض رفاقه شهـداء فـي نهـايتـها، وجُـرِحَ وأسـر الباقون.

وكـان لمقتـل الشـيخ القـسام الأثر الأكبر في اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936م، وكانت نقطة تحول كبيرة في مسيرة الحركة الوطنية الفلسطينية بعد ذلك.

bottom of page