top of page

عبَّادُ بن بشر

نسبه
عبّاد بن بشر بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل، الإمام أبو ربيع الأنصاري الأشهلي، أحد البدريين، كان من سادة الأوس.


إسلامه
عندما بعث رسول الله  مصعب بن عمير إلى المدينة ليُعلِّم الأنصار الذين بايعوا الرسول  على الإسلام، وحتى يقيم بهم الصلاة، كان عبّاد بن بشر رضي الله عنه واحدًا من الأشخاص الذين يُسرعون ويقبلون على الخير، فأقبل على مجلس مصعب وسرعانَ ما ألَّفَتْ بين قلبيهما أواصرُ الإيمانِ ووحّدتْ بين نفسيهما الصفات والخصال المشتركة بينهما، وقد استمع إلى مصعب وهو يُرتل القرآنَ بصوتهِ الندي الدافئ، وأصغى إليه ثم مد يده اليمنى يبايعه على الإسلام، وانشرح صدره بكلامِ الله ووجد في فؤادهِ مكانًا رَحْبًا لآيات الله عز وجل فأصبح يُرتِّل القرآن الكريم في ليلهِ ونهارهِ وحلّهِ وترحالهِ حتى عُرِفَ بين الصحابةِ بالإمام وصديقِ القرآن.

ملامح شخصيته 
كان عبّادُ بنُ بشر الأشهلي في ريعان شبابه في فترة بداية انتشار الإسلام، وتأثر بهداية محمد ، وعُرِف في وجهه سمتي العفة والطُهر وظهر في تصرفاتهِ رزانةُ الشيوخ والكبار على الرغم من أنه لم يكن إذ ذاك قد جاوز الخامسةَ والعشرين من عمره.

شجاعته وفدائيته
وشارك المسلمين حربهم يوم اليمامة، وكان من الشجعان الذين لم يتوانوا في الدفاع عن الإسلام والمسلمين وقيل فيه أنه «كان أحدَ الشجعانِ الموصوفين»، شهد عبّاد بدرًا وأحدًا والخندق والحديبية وتبوك وسائرَ المشاهدِ مع رسولِ اللهِ . 

وقد تولِّيه حراسةَ قبة النبي  في غزوةِ الأحزابِ
حيث نزل رسول الله  مكانًا ليبيت فيه بعد غزوة تبوك، وأوكل الرسول  مهمة تناوب الحراسة لنفر من الصحابة، وكان منهم عمار بن ياسر وعباد بن بشر في نوبة واحدة.

وطلب عبّاد من عمار بن ياسر عندما رآه منهكًا أن ينام ليأخذ قسطًا من الراحة ليقوى على الحراسة بعدها، وعندما وجد عباد المكان آمنًا قرر أن يقضي وقت حراسته بالصلاة وقام يصلي، وإذ هو قائم يقرأ بعد فاتحة الكتاب سورًا من القرآن، أصيب بسهم في يده فنزعه واستمر في صلاته، ثم رمي بسهم ثان نزعه وأنهى تلاوته، ثم ركع وسجد وكان قد استنفذ كل قواه، فمدّ يمينه وهو ساجد إلى صاحبه النائم جواره، وظل يهزه حتى استيقظ، ثم قام من سجوده وتلا التشهد، وأتم صلاته، هرع عمار محدثا ضجة وهرولة أخافت المتسلِّلين، فهربوا فسأل عبّاد لما لم يوقظه ببداية الأمر، فأجابه عباد: ( كنت أتلو في صلاتي آياتٍ من القرآن ملأت نفسي روعة فلم أحب أن أقطعها، ووالله لولا أن أضيع ثغرا أمرني الرسول بحفظه، لآثرت الموت على أن أقطع تلك الآيات التي كنت أتلوها).

أثره في الآخرين
كان دائم النصح للمسلمين ويُقوّي عزيمتهم بروعة كلماته التي تبعث في نفوسهم الهمة العالية والإصرار على ثباتهم أمام الكفار وأمام مسيلمة الكذاب.

استشهاده
استشهـد عبّاد بن بشر يوم اليمامة عن عمر يناهز خمس وأربعون سنة، وفي الليلةِ السابقة لمعركة اليمامة كان عبّاد قد حلم برؤيا أن السماء فُتحت له، فلما دخل فيها ضمته إليها وأَغلَقتْ عليه بابَها، فلما أصبح حدث أبا سعيد الخدري برؤياه وقال: الله إنها الشهادة يا أبا سعيد.


وفـي يـوم الـمعركة سقـط َعبـّاد بـن بشر شهيدًا بدمائه وقد ملأ جسده ضرباتِ السيوف وطعناتِ الرماح ووقعُ السهام حتى إنهم لم يعرفوه إلا بعلامة كانت في جسده.

bottom of page