top of page

عامرُ بنُ شُراحبيل

نسبه
عامر بن شراحيل بن عبد أبو عمـر الهمـدانى ثـم الشعبي وهو من حمير وعداده في همدان، وُلد لست سنين خلت من خلافة عمر بن الخطاب، وعدّه أصحاب السِّيَر في الطبقة الثانية من التابعين، وصنّفه صاحب تهذيب التهذيب فى الطبقة الثالثة، وكان في المدينة وسافر إلى خرسان، وعاش في الكوفة.

صفاته
قوة الذاكرة

يقول عن نفسه كما ذكر أبو نعيم في الحِلية: ما كتبت سوداء في بيضاء قط وما سمعت من رجل حديثا قط فأردت أن يعيده علي.

الولع بالعلم
وُلِع الشعبي بالعلم ولعًا شديدًا حتى أنه كان يرى أنه لو سافر من أقصى الشام إلى أقصى اليمن ليحفظ كلمة تنفعه، ما ضيع سفره ولا وقته، وقد بلغ من علمه أنه كان يقول: (أقل شيءٍ تعلَّمته الشعرُ، ولو شِئتُ لأنشدتكم منه شهراً دون أن أُعيد شيئاً مما أنشدته)، وكـان الزهـري يقول: (العلماء أربعة؛ سعيد بن المسيِّب في المدينة، وعامر الشعبي في الكوفة، والحسن البصري في البصرة، ومكحولٌ في الشام).

الحلم
قال أبو نعيم في حِلية الأولياء: (جمع الشعبي إلى العلم الحِلم، فقد روي أن رجلاً شتمه أقبح الشتم، وأسمعه أقذع الكلام، فلم يزِدْ عن أن قال له: (إن كنت صادقاً فيما تقول فغفر اللهُ لي، وإن كنت غير صادق فغفر اللهُ لك).

عدمِ الـخـوض فـي مواطنِ الفتن
كان الشعبي يكره الفتن، ويتصاون عن الخوض فيما لا يعنيه، فقدْ كلَّمه أحد أصحابه ذات يومٍ فقال: يا أبا عمرو، فقال: لبيك، قال: (ماذا تقول فيما يتكلَّم فيه الناس من أمر هذين الرجلين، قال: أي الرجلين تعني؟ قال: عثمان وعلي، قال: إني والله لفي غنىً عن أن أجيء يوم القيامة خصيمًا لعثمان بن عفَّان، أو لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهما جميعاً-، مَن أنا حتـى أكـون حكـمًا بينهم؟ أنا غني عن أن أكون خصمًا لأحد هذين الصحابيين الكبيرين، والنبي  قال: (إذا ذُكر أصحابي فأمسكوا).

دفاعه عن المظلومين
كلَّم مرةً أميـر العراقَيْن عـمرَ بـن هبيـرة الفزاري في جماعةٍ حبسهم، فقال: (أيها الأمير إن كنت حبستهم بالباطل فالحق يخرجهم، وإن كنتُ حبستهم بالحق فالعفو يسعه).

عذب الروح ومحب للمفاكهة
سأله أحدهم: مَن تكون زوجة إبليس؟ قال له: واللهِ هذا عرسٌ ما شهدته.

الكرم
كان يقول: (والله ما حللتُ حبوتي إلى شيءٍ مما ينظر إليه الناس، ولا ضربتُ غلاماً لي قط، وما مات ذو قرابةٍ لي وعليه دينٌ إلا قضيته عنه.

وفاته
اختَلَف المؤرخون فى تحديدِ تاريخ وفاته فعن إسحاق قال: توفي الشعبي بالكوفة سنة 105هـ وهو ابن سبع وسبعين سنة، وقال ابن دكين: توفي الشعبي سنة 104هـ، وعن أبان بن عمر بن عثمان قال: مات الشعبي سنة 104هـ.

bottom of page