top of page

طالوت

تعريف به
طالوت هو من سبط بنيامين، ولم يكن طالوت نبيًا، اختاره النبي صموئيل بأمر من الله تعالى ليكون أول ملك لإسرائيل بعده، حيث طلب بنو إسرائيل أن يكون لهم ملك يقودهم في الحرب، فقاد طالوت إسرائيل إلى الانتصار على جيش جالوت الذي قُتِل على يد داوود. 

قصة طالوت في القرآن الكريم
طلب بني اسرائيل آية تدل على أن الله تعالى اختار طالوت حتى يكون ملكًا عليهم، فأجابهم أن علامة مُلكه واصطفائه كمَلِك هي أن يردَّ الله إِليكم التابوت الذي أُخِذَ منكم، وهو كما قال الزمخشري: صندوق التوراة الذي كان موسى إِذا قاتل قدَّمه، فكانت تسكن نفوس بني إِسرائيل ولا يفرون، فكان التابوت الذي فيه التوراة يضُفي السكون والطمأنينة والوقار عليهم، وفيه من آثار آل موسى وآل هارون، وهي عصا موسى وثيابه وبعض الألواح التي كتبت فيها التوراة.

فقال ابن عباس: جاءت الملائكة تحمل التابوت بين السماء والأرض حتى وضعته بين يدي طالوت والناس ينظرون، فكان ذلك علامة واضحة على أن الله تعالى اختاره ليكون ملكاً عليهم.

 

وخرج طالوت بالجيش وكانوا ثمانين ألفاً، وابتعد بهم عن بيت المقدس وأخذهم في أرضٍ قاحطة فأصابهم حر وعطشٌ شديد، وأخبر طالوت جنوده أن الله سيختبرهم ويختبر مدى طاعتهم وصبرهم في نهر، وأن من سيشرب من النهر لن يصاحبه ومن لم يشرب منه فسيبقى من جنوده، وبين لهم أنه لا بأس بمن يغترف قليلاً من الماء ليبلَّ عطشه، فأذن لهم برشفةٍ من الماء تذهب بالعطش. 

فشرب الجيش منه إِلا القليل منهم صبروا على العطش، فاجتاز طالوت النهر هو ومن صبر وتبقى معه من جنده الذين صبروا على العطش ولم يشربوا من ماء النهر، فرأوا كثرة عدوهم، فأصابهم الذُّعر والخوف وأخبروا طالوت أن عددهم قليل وعدد أعدائهم كبير، و أنهم ليسوا قادرين على قتال الأعداء، لكن فئة من الأخيار الذي تبقوا مع جيش طالوت كانوا شديدي الإيمان بقدرة الله تعالى على نصرهم رغم قلة عددهم، فقالوا لمن خافوا منهم قال تعالى:{كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّه}ِسورة البقرة، الآية 249).


ثم قابل طالوت ومن معه جيش جالوت الذي كان يتمتع بالعدد والعدة وكان مدربًا على القتال، فدعوا الله أن ينصرهم على جيش جالوت، وأن يلهمهم الصبر وأن يثبت أقدامهم، فاستجاب الله لتضرعهـم ودعائهم وهزموهم بإذن الله، وقتـل داوود عليـه السلام -الذي كان يحارب في جيش طالـوت- قائد جيـش الطغـاة والكفـار جالـوت، وأعطـى الله تعالى داوود المُلك والنبُّوة، وعلّمه ما يشـاء من العلم النافع الذي أفاضه عليه.


قال ابن كثير: كان طالوت قد وعده إِن قتل جالوت أن يزوجه ابنته ويُشاطره نعمته، ويُشركه في أمره، فوفَّى لـه ثـم آل المـُلك إِلـى داوود مـع مـا منحـه الله بـه من النبُّوة العظيمة.

bottom of page