top of page

سعيدُ بنُ جبير

نسبه
هو سعيد بن جبير بن هشام الأسدي الوالبي، يُكنّى بأبي محمد وفِي روايات أخرى بأبي عبد الله، وقد عُدّ من الطبقة الثالثة من التابعين حيث روى له كل من: الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وأبو دَاوُدَ، وبخاري، ومسلم، وقد تعلم وسمع وتتلمذ على يد عدد من الصحابة منهم حَبْرُ الأمة عبد الله بن عباس، وأبو هُريرة، وأبو موسى الأشعري، وأبو مسعود البدري وغيرُهم.

صفاته
كان رجلاً كثيرَ العبادة والقيام، حيث روى عنه القاسم بن أبي أيوب فقال: سمعت سعيداً يُردد هذه الآية في الصلاة بضعاً وعشرين مرة {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} (سورة البقرة، 281).

كان يُكثرُ من قراءة القرآن، حيث رُويَ عنه أنه كان يختم القرآن مرةً كلَّ ليلتين وروى عنه الصعب بن عثمان فقال: قال سـعيد بن جبير: ما مضت عليَّ لـيلتان منذ قتـل الحسين إلا أقـرأ فـيها القرآن إلا مـريضاً أو مسافراً.

كان يتمنى الشهادة ولَم يكن يهاب الموت أو القتل، وقد روى عنه دَاوُدَ بن أبي هند فقال: لما أخذ الحجاج سعيد بن جبير قال: ما أراني إلا مقتولاً وسأخبركم إني كنت أنا وصاحبان لي دعونا حين وجدنا حلاوة الدعاء ثم سألنا الله الشهادة فَكِلا صاحبي رُزقها وأنا انتظرها قال: فكأنه رأى أن الإجابة عند حلاوة الدعاء.

وقد كان ورِعاً ولا ينفكُّ يذكر الموت فيقول: لو فارق ذكر الموت قلبي لخشيت أن يفسد علي قلبي، وعنه قال: إنما الدنيا جمعٌ من جمعِ الآخرة.

وكان من أكثر الصحابة علماً وجمعاً لأمور الدين، حيث قال خصيف: كان أعلمُهم بالقرآن وأعلمْهم بالحج عطاء وأعلمُهم بالحلال والحرام طاووس وأعلمْهم بالطلاق سعيدَ بن المسيب وأجمعهم لهذه العلوم سعيدَ بن جبير، وأيضاً قال ميمون بن مهران: لقد مات سعيد بن جبير وما على ظهر الأرض رجل إلاّ يحتاج إلى سعيد.

وكان يقتنص الفُرص للدعوة والنصح، وكان كثيرَ الذكر لله وكان يقول: (وددتُ الناس أخذوا ما عندي فإنه مما يهمني).

وكان ايضاً لا يدع أحداً يغتاب عنده أحداً إلا يقول: إن أردت ذلك ففي وجهه.


وفاته
قتل هذا الصحابي الجليل على يد الحجاج بن يوسف الذي قطع عنقه ليرتقي شهيداً في السنة 95هـ وله من العمر حوالي خمسين سنة.

bottom of page