top of page

سعيدُ بنُ المسيب

نسبه 
سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. من بني مخزوم من قريش من قبيلة كنانة وزوجته هي أم حبيب الدوسية بنت أبي هريرة.

أهم ملامح حياته
وُلد في المدنية المنوّرة في السّنة الثّانية من خلافة الفاروق عمر -رضي الله عنه-، وقد أَحبّ سعيد بن المُسيّب المدينة المنوّرة ولازمها طيلة حياته، وقد أفنى عمرَه فيها يدرِّس تلاميذَه علومَ الفقه والحديث والقرآن الكريم، بما حباه الله من بصيرةٍ نافذةٍ وحفظٍ مُحكم وعلمٍ غزير، ولقد كان سعيد بن المسيّب ورعًا زاهدًا في متاع الدّنيا، كثيرَ الصّلاة والصّيام حتّى روي عنه أنّه كان يسرد الصّوم، ولا يُصلّي الصّلوات الخمس إلا جماعة في المسجد، كما حجّ سعيد بن المسيّب ما يقارب من أربعين حجّة طيلة حياته، وقد برع كذلك في علومٍ أخرى غير علوم الشّريعة، ولعلّ أبرزها علم تفسير الرّؤى وتعبيرها، حيث كان النّاس يقصدونه لتعبير رؤاهم، ومن تلك الرّؤى التي عرضت عليه رؤيا يطرح فيها عبد الله بن الزّبير الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان أرضًا، ثمّ يضع أوتاداً أربعة عليه، ففسّر ابن المسيّب هذه الرّؤيا بأنّ الخليفة عبد الملك بن مروان سوف يتمكّن من قتل ابن الزّبير، وسوف يأتي من ذريّته أربع خلفاء.

علاقته بالسّلطة الحاكمة 
كانت علاقة سعيد بن المسيّب -رضي الله عنه- بالخلفاء علاقة يشوبها التّوتر، فلم يرضَ سعيد كثيرًا من الانحرافات التي تحدث في الدّولة الإسلامية وتجاوزات الخلفاء، وقد سبّب له ذلك الأذى والعقاب، وخاصّة عندما رفض أنْ يُبايع أولاد عبد الملك بن مروان بالخلافة من بعد أبيهم، وقد طلب الخليفة عبد الملك بن مروان يومًا من سعيد بن المسيّب تزويجه ابنته فرفض ذلك، وزوّجها من أحد تلاميذه مقابل مهر بلغ درهمين فقط.

وفاته
عندما اشتد المرضُ بسعيدِ بن المسيب أوصى أهلَه بثلاث فقال: أن لا يتبعَني راجزٌ ولا نار، وأن يعجِّلوا بي، فإن يكن لـي عـند اللهِ خـير، فـهو خيرٌ مما عندَكم. 

وفي أحدِ أيام مرضِه دخل عليه نافعُ بنُ جبير يعودُه، فأُغمي عليه فقال نافع: وجِّهوه ففعلوا، فأفاق فقال: من أمركم أن تحوِّلوا فراشي إلى القبلة، أنافع ؟ قال: نعم، قال له سعيد: لئن لم أكن على القبلةِ والمِلَّة واللهِ لا ينفعُني توجيهُكم فراشي، ودخل المطلبُ بنُ حنظب على سعيدِ بنِ المسيب في مرضِه وهو مضطجع فسأله عن حديثِ، فقال: أقعدوني فأقعدوه، قال: إني أكره أن أحدِّث حديثَ رسولِ اللهِ  وأنا مضطجع.
 
واخـتُلف فـي سـنة وفـاته إلاّ أن الأرجحَ أنـها كانت في عام ٩٤ هـ، وكتان يُقال لهذه السنة سـنةَ الفـقهاء لكـثرةِ من مـاتَ متـنهم فيها.

bottom of page