top of page

ساريةُ بنُ زنيم

نسبه
سارية بن زنيم بن عبد الله بن جابر بن محمية بن كنانة الدؤلي، كان يسبق الفرس عَدوًا على رجليه، وكان (حليفًا) في الجاهلية.

إسلامه
لم يُذكر متى أسلم سارية، ولكن مما يظهر في الأحداث التاريخية وتسلسلها أنه أسلم متأخرًا لعدم ورود اسمه بين الصحابة الذين شهدوا بدرًا أو أُحدًا أو الخندق، ولكن موقفه مع أسيد بن أبي أناس يدل على أنه أسلم قبيل الفتح.

فإنه لمّا قدم على رسول الله  وفد بني عبد بن عدي ومعهم رهط من قومهم، فذكر قصتهم مطوّلة، وفيها قالوا: إنا لا نريد قتالك، ولو قاتلت غير قريش لقاتلنا معك، ثم أسلموا واستأمنوا لقومهم سوى رجل منهم أهدر النبي  دمه يقال له: أسيد بن أبي أناس، فتبرءوا منه، فبلغ أسيدًا ذلك فأتى الطائف فأقام به، فلما كان عام الفتح خرج سارية بن زنيم إلى الطائف فقال له: يا ابن أخي، اخرج إليه؛ فإنه لا يقتل من أتاه، فخرج إليه فأسلم، ووضع يده في يده، فأمّنه النبي .

أهم ملامحِ شخصيته
كان شجاعًا مقدامًا، وكان سريع البديهة، يقتنص الفرص المناسبة لا يُضيّعها؛ لذلك أسند عمر بن الخطاب إليه مهمة فتح ولايتين من أهم ولايات فارس.

مواقفِه مع الصحابة
خـطب عمـر بـن الـخطاب يـوم الـجمعة فـي الصـلاة، فصعـد المنبر وقال: يا سارية بن زنيم الجبل، يا سارية بن زنيم الجبل، ظلم من استرعى الذئب الغنم، قال: ثم خطب حتى فرغ. 

فبعث سارية بن زنيم إلى عمر بن الـخطاب كتابًا يقـول فيـه: إن الله قـد فتـح علينا يـوم الـجمعة لسـاعة كـذا وكذا لتلك السـاعة التـي خـرج فيها عمر فتكلم على المنبر، قال سارية: وسمعت صوتًا يا سارية بن زنيم الجبل، يا سارية بن زنيم الجبل، ظلم من استرعى الذئب الغنم؛ فصعدت بـأصحابـي الـجبل ونحـن قبـل ذلـك في بطن وادٍ محاصرو العدو، ففتح الله علينا، فقيل لعمر بن الـخطـاب مـا ذلـك الكـلام، فقـال: والله مـا ألقيـت لـه بـالاً، شـيء أتـى على لساني.

وهنـا يظهـر إخـلاصُ الفـاروق عمـر بـن الـخطـاب وإخـلاص الصحـابـة جميعهم، فالمسافة بين المدينة المنورة وبلاد الشام كبيرة جدًّا! فكيف سمع سارية بن زنيم صوتَ عمر بن الخطاب ؟! إنه الإيـمان الـذي زرعـه رسـولُ الله  فـي قلـوبِ هـؤلاء الـصحابـةِ الأطهـار، رضـوانُ الله عليـهم أجـمعيـن.

bottom of page