top of page

زيدُ بن حارثة

نسبه
هو زيد بن حارثة بن شراحيل من بني قضاعة، أبو أسامة، حبُّ رسول الله.

حياته
في الجاهلية 
كان زيد قد أصابه سباءٌ في الجاهلية، فاشتراه حكيم بـن حزام في سوق حباشة، وهـي سوقٌ بجانب مكةَ، يجتمع فيها العرب ويتسوقون فيها كل سنة، فاشتراه حكيم لخديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فوهبته خديجةُ لرسولِ الله  فتبناه رسولُ اللهِ  بـمكةَ قبل النُبوَّة، وكان عمره ثمانِ سنين وكان رسولُ اللهِ  أكبرَ منه بعشرِ سنين، وقد قيل: بعشرين سنة وطاف به رسولُ اللهِ  حين تبناه على حلـقِ قريـش يقـول: (هذا ابنـي وارثًا وموروثًا)، يُشْهِدُهُم على ذلك.


اسلامه
أسلم في العشرينات من عمرهِ، وكان أولَ من أسلم من الموالي، ولا شك أنه أخذ عن حبيبهِ رسولِ اللهِ  الكثير حيث تربى في بيت النبوة.

ونزل فيه آيات قرآنية كريمة تُتلى إلى يوم الدين ففي قوله تعالى: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْه} ( سورة الأحزاب، 37)، وذكر المفسرون أن المقصود هو زيدُ بن حارثة، حيث أنعمَ اللهُ عليه بالإسلامِ وأنعمت عليه، أعتقه رسولُ اللهِ بل إنه الوحيدُ من صحاب رسولِ الله  الذي جاء اسمُه في كتابِ الله: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً} (الأحزاب، 37).

و عن سالم بنِ عبدِ اللهِ عن أبيهِ أنه كان يقول: ما كنا ندعو زيدَ بنَ حارثة إلا زيدَ بنَ محمد حتى نزل في القرآن: {ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّه} ( سورة الأحزاب، 5).

استشهاده 
حدثنا أبو قتادة فارسُ رسولِ الله قال: بعث رسولُ الله  جيش الأمراء، قال: «عليكم زيدُ بن حارثة، فإن أُصيب زيد فجعفر، فإن أُصيب جعفر فعبد الله بن رواحة»، فوثب جعفرُ فقال: بأبي أنت وأمي يا رسولَ الله، ما كنت أرغب أن تستعملَ عليَّ زيدًا، فقال: (امضِ فإنك لا تدري في أي ذلك خير)، فانطلقوا فلبثوا ما شاء الله، ثم إن رسولَ اللهِ  صعد المنبرَ وأمَرَ أن ينادى: الصلاة جامعة: فقال: (ألا أخبـركم عـن جيشِكـم هـذا الغـازي، انطلقـوا فلقـوا العـدوَ فأصيـب زيـدٌ شهيـدًا، استغفـروا له فاستغفر له الناس، ثم أخذ اللواء جعفرُ بنُ أبي طالب فشد على القومِ حتى قُتل شهيدًا، استغفروا له، ثم أخذ اللواء عبدُ اللهِ بنُ رواحة فَثَبَتَتْ قدماه حتى قُتل شهيدًا، استغفروا له ثم أخذ اللواءَ خالدُ بن الوليد ولم يكن من الأمراء، هو أمَّر نفسَه، ثم رفع رسولُ الله ضبعيه، ثم قال: اللهم هو سيفُ من سيوفك فانصره فمن يومئذ سُمي خالد بن الوليد سيفَ الله).

وكـانت مـؤتة فـي جمـادى الأولـى واسـتشهد زيدٌ يـومئذ سنة 8 هـــ، وهـو ابـنُ 55 سنـة.

bottom of page