top of page

زيدُ بنُ الدثنّة

صحابيٌ عظيم الشأنِ، وهو من الشهداء ِالأوَّلين، حيث شهد بدرًا وأحدًا، وهو الذي قتل أميةَ بنَ خلف يومَ بدرٍ.
 
يوم الرجيع
أرسل رسولُ الله  زيد في سَرية عاصم بن ثابت في السنة الثالثة من الهجرة، ويُعرف ذلك اليوم بيومِ (الرجيع)؛ وذلك أن عضل والقارّة طلبوا من رسولِ اللهِ  من يعلمُهم من المسلمين، فأوفد رسول الله  ستّةً، وهم مرثد بن أبي مرثد الغنوي، حليف حمزة بن عبد المطلب، وخالد بن البكير الليثي حليف عدي بن كعب، وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، أخو بني عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، وخبيب بن عدي، أخو بني جحجبي بن كلفة بن عمرو بن عوف، وزيد بن الدثنة بن معاوية، أخو بني بياضة بن عمرو بن مالك بن الأوس.

وعيّن رسولُ اللهِ  مرثد بن أبي مرثد الغنوي أميرًا على القوم، فخرج معهم، وعندما كانوا بالرجيع؛ غدروا بهم، فاستصرخوا عليهم هذيلاً، ولم يرى القوم وهم في رحالهم إلاّ الرجال بأيديهم السيوف قد غشوهم، فأخذوا أسيافَهم ليقاتلوهم، فقالوا لهم: إنا والله ما نريد قتلَكم، ولكنا نريد أن نصيبَ بكم شيئًا من أهل مكة، ولكم عهدُ الله وميثاقُه أن لا نقتلَكم.

فأما مرثد وخالد وعاصم فقالوا: والله لا نقبل من مشرك عهدًا ولا عقدًا أبدًا؛ فقاتلوا حتى قُتلوا، وأما زيد وخبيب وعبد الله فأسروهم، ثم خرجوا إلى مكة ليبيعوهم بها، قال ابنُ إسحاق: وأما زيد بن الدثنة فابتاعه صفوان بن أمية ليقتلَه بأبيه؛ أمية بن خلف، وبعث به صفوان مع مولى له يقال له: نسطاس، إلى التنعيم، وأخرجـوه من الحـرم ليقتلوه.
 
استشهاده
اجتمع نفر من قريش، ومعهم أبو سفيان بن حرب، ليقتل زيد فقال لزيد: أنشدك اللهَ يا زيد! أتحب أن محمدًا عندنا الآن في مكانك نضرب عنقَه، وأنك في أهلك؟! قال زيد: والله ما أحب أن محمدًا الآن في مكانِهِ الذي هو فيه تصيبه شوكةٌ تؤذيه، وأني جالس في أهلي، فقال أبو سفيان: ما رأيت من الناس أحدًا يحبُ أحدًا كحبِ أصحابِ محمدِ محمدًا!. 


فقتله نسطاس، وذهب شهيدًا في سبيلِ الله تعالى رضي الله عنه وأرضاه.

bottom of page