top of page

ذو القرنين

تعريف به
ذو القرنين هو شخص ورد ذكر اسمه في القرآن، وهو ملك عادل قام ببناء سد حتى يدفع به أذى يأجوج ومأجوج عن أحد الأقوام.

وذكرت قصته في القرآن الكريم بأنه بدأ يتجول بجيشه في الأرض، ليدعو إلى عبادة الله، ومحكّماً شريعة الله حسب نص الآيات 86-88 من سورة الكهف،  فاتجه غربًا، حتى وصل إلى مغرب الشمس التي يقول بعض المسلمين كالباحث أحمد آل الشيخ في كتابه (عين ذي القرنين الحمئة ومكانها) بأن المقصود بها هي قارة أمريكا الشمالية؛ لأنها آخر قارة تغرب عنها الشمس كل يوم، فهي بذلك تعد مغرب الشمس في لغة العرب، قال تعالى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا}سورة الكهف، الآية 86) وجاء في تفسير ابن كثير: (أَيْ رَأَى الشَّمْس فِي مَنْظَره تَغْرُب فِي الْبَحْر الْمُحِيط وَهَذَا شَأْن كُلّ مَنْ اِنْتَهَى إِلَى سَاحِله يَرَاهَا كَأَنَّهَا تَغْرُب فِيهِ.


سبب تسميته
وسبب التسمية غير متفق عليه، و فيها عدة أقوال ذكرها أهل كتب التفسير، فقد ورد في تفسير معنى اسمه أنه سمي بذي القرنين؛ لأنه وصل أقصى الأرض في المغرب والمشرق، وقيل بسبب شج قرني رأسه، و قيل غير ذلك.

قصة ذو القرنين في سورة الكهف
ذُكر ذو القرنين في القرآن الكريم في سورة الكهف وسُردت قصته كالتالي: أنه عندما أشار اليهود على كفار مكة بأن يسألوا الرسول  عن الروح، وعن فتية فقدت وعن ذي القرنين، فجاء الرد في سورة الكهف بدءا من الآية 83 حتى الآية 98:{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا*إِنَا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا*فَأَتْبَعَ سَبَبًا*حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا*قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا*وَأَمَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا*ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا*حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا*كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا*ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا*حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا*قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا*قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا*آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا*فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا*قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا}(سورة الكهف،83-98)

فوضّح الملك الصالح ذو القرنين منهجه في الحكم، وأنه سيُعاقب المعتدين الظالمين في الدنيا، وبيّن لهم أن الله سيحاسبهم يوم القيامة، وأن من آمن، فسيكرمه ويحسن إليه.


وبعد أن انتهى ذو القرنين من الغرب، توجه نحو الشرق، ثم وصل لأرض مكشوفة ليس فيها أشجار ولا مرتفعات تحجب الشمس عن أهلها، فحكم ذو القرنين في المشرق بنفس حكمه في المغرب، ثم انطلق.


ويـروي القـرآن أن شعـبًا استـنجد بـذي الـقرنيـن مـن يأجـوج ومأجوج الذين يؤذونهم، وطلبوا منه أن يحول بينهم، وأن يبني لهم سداً، فما كان منه إلا أن ردم مـا بيـن الجبـلين - أي سـورًا دفـاعيًا وليـس سـداً - بعـد أن أذاب الحـديد والنـحاس كـما جـاء فـي سـورة الكـهف.

bottom of page